كشف مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، الدكتور توفيق خوجة، في تفاعل مع ما نشرته "الوطن" أمس، أنه لن يتم شراء أي لقاح لفيروس "إيبولا" إلا بعد اعتماده من 3 دول خليجية. في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس، عن موافقتها على استخدام الدواء التجريبي لعلاج مرض "إيبولا"، وذلك عقب اجتماع للجنة المعايير الأخلاقية التي أجازت استخدام الدواء، مبينة أن الدواء أثبت فعاليته في علاج مريضين أميركيين. من جهته، أوضح خوجة ل"الوطن"، أنه لا يتم شراء أي لقاح أو صنف دوائي إلا بعد اعتماده من لجنة مركزية للتسجيل الدوائي، نافيا اعتزام شراء عقار تجريبي ل"إيبولا"، فضلا أنه لا بد أيضا أن يكون معتمدا من منظمة الصحة العالمية، ومراكز دولية أخرى. في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة السعودية أمس تطابق نتائج الفحوصات الألمانية مع الأميركية في خلو عينات المواطن المتوفى من فيروس "إيبولا". كشف مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة ل"الوطن"، أنه نظرا لأهمية وحساسية الجودة كمكون أساسي ومحوري لبرنامج الشراء الموحد الخليجي ل"الأدوية"، فقد تم إنشاء قسم خاص متكامل بالمكتب التنفيذي، يتكون من خبراء متمرسين من دول المجلس في هذا الشأن، ولا يتم شراء لقاح، أو أي صنف دوائي، أو مستحضر صيدلاني إلا بعد اعتماده من ثلاث دول خليجية، ومن قبل اللجنة الخليجية المركزية للتسجيل الدوائي، التي ينتمي إليها عضو من هيئة الغذاء والدواء في المملكة. ونفى خوجة في خطاب تلقته "الوطن"، ما تم نسبه إلى المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون حول اعتزام شراء عقار تجريبي لمواجهة فيروس "إيبولا"، مؤكدا أن ذلك ليس له أساس من الصحة، وأنه لم يصدر منه، أو أي موظف من منسوبي المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون أي تصريح بشأن عزم المجلس شراء أدوية، أو لقاحات، أو أمصال غير معتمدة من منظمة الصحة العالمية، ومراكز الاعتماد الدولية والعالمية للمستحضرات الصيدلانية، بما فيها من اللقاحات والأمصال، كهيئة الغداء والدواء الأميركية، وهيئة الرقابة الدوائية الأوروبية، وهيئة الغذاء والدواء السعودية. وذكر أن "مثل هذه المقولات غير الصادقة تثير قضايا ذات آثار سلبية على جودة الخدمات الصحية، ومصداقية برنامج الشراء الموحد الخليجي المعتبر الذي يعتمد صلب عمله ومكوناته على الالتزام بالمدونة الأخلاقية للتصنيع الدوائي، وكذلك على جودة ونجاعة المنتجات الصيدلانية التي يتم شراؤها عن طريق هذا البرنامج الذي أشادت به المنظمات الصحية الدولية المعتبرة". وكانت "الوطن" قد نشرت أمس، انتقادا وجهه مدير سلامة المرضى، وتطوير الأدوية في مستشفى الولادة والأطفال بجدة البروفيسور منصور الطبيقي لخطوة التعاقد لشراء لقاح تجريبي لفيروس إيبولا لم تجر له تجارب سريرية على البشر، محذرا في الوقت ذاته، من هذا النوع من اللقاحات التي لم تثبت مأمونيتها حتى الآن. وأكد الطبيقي في انتقاداته أن "هناك معضلة تاريخية للاستثمار في صناعة اللقاحات، لعدم جدواها اقتصاديا لشركات الأدوية، وهذا ما ينطبق تماما على مرض إيبولا"، مبينا أن اللقاحات تنقسم لنوعين علاجية ووقائية، فالأول هو ما اعتمد تأمينه المجلس التنفيذي لوزراء الصحة في الخليج، وهو لقاح يحتوي على أجسام مضادة جاهزة تم تصنيعها خارج الجسم، ويدعى عقار "زي ماب"، ويصنع بحقن نبات (النيكوتيانا) الذي يصنع منه السجائر بجينات فيروس إيبولا، فيولد النبات الأجسام المضادة التي يتم تصنيعها وإعطاؤها للمرضى، وقد أثبت اللقاح نجاحا في التجارب التي أجريت على الحيوانات". وأوضح أن "استخدام مثل هذه اللقاحات التجريبية تشوبه إشكالية أخلاقية، لأنه لم يجرب على البشر في اختبارات سريرية تمتد لسنوات، للتأكد من مأمونيته كمرحلة أولى، بالإضافة إلى فعاليته، وأيضا معرفة الأعراض الجانبية النادرة التي لا يمكن أن يسببها للمرضى". إلى ذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس عن موافقتها على استخدام الدواء التجريبي لعلاج مرض إيبولا، وذلك عقب اجتماع للجنة المعايير الأخلاقية التي أجازت استخدام الدواء. وبينت المنظمة أن اللجنة عقدت اجتماعا لمناقشة إمكانية استخدام دواء تجريبي أثبت فعاليته في علاج مريضين أميركيين، لافتة الانتباه إلى أنه توجد كميات محدودة منه وهناك صعوبة إنتاج المزيد منه لأنه دواء لم يتم اختباره على الإنسان. كما أعلنت المنظمة صباح أمس في آخر تحديث لإحصائها للمرض، أن عدد الوفيات الناجمة عن إيبولا بلغ 1013 حالة وفاة من مجموع 1848 حالة إصابة معظمهم في ليبيريا وسيراليون وغينيا على التوالي. وأعلنت لجنة المعايير الأخلاقية لمنظمة الصحة العالمية أنه نظرا لاستخدام الدواء التجريبي في هذه الظروف الخاصة من تفشي الوباء فإنه يتعين عند تقديمه للمرضي ترك حرية الاختيار لهم إذا ما كانوا يتناولونه أم يرفضونه. إلى ذلك، قالت متحدثة باسم السلطات الصحية في العاصمة الاسبانية مدريد أمس إن القس ميجيل باخاريس أول أوروبي يُصاب بسلالة من فيروس الإيبولا قتلت أكثر من ألف شخص في غرب أفريقيا، توفي في مستشفى في مدريد. ولم تقل المتحدثة متى توفي باخاريس (75 عاما) الذي كان قد نُقل بالطائرة من ليبيريا يوم السابع من الشهر الجاري بعد إصابته بالمرض أثناء عمله مع إحدى المنظمات غير الحكومية في البلد الأفريقي. وأُعيد القس إلى بلاده مع زميلته خوليانا بوي وهي راهبة أثبتت الفحوص عدم إصابتها بالفيروس. ومن ناحية أخرى سجلت وزارة الصحة أمس إصابة جديدة بفيروس كورونا لمواطن في وادي الدواسر عمره 95 عاما، ولازال يتلقى العلاج اللازم.