فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة أن وباء إيبولا المتفشي في غرب إفريقيا قد خرج عن نطاق السيطرة، أكدت المتحدث الرسمي للمكتب الإقليمي للمنظمة نفسها رنا صيداني أن المواطن السعودي «إبراهيم الزهراني» الذي وافته المنية الأربعاء الماضي في مستشفى الملك فهد بجدة لم يكن مصاباً بفيروس إيبولا، غير أنها لم تذكر سبب الوفاة. وأشارت صيداني إلى إرسال عيِّنات إضافية للمتوفى السعودي لفحصها بأحد المختبرات المعتمدة لدى المنظمة في ألمانيا. وأوضحت أن هناك تنسيقا بين المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية وكافة وزارات الصحة في المنطقة لمراجعة أي حالات مشتبه بإصابتها بالفيروس. وبيَّن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ل «الشرق» أن الوزارة لم يصلها إلى الآن ما يؤكد وفاة المواطن السعودي «الزهراني» بفيروس «إيبولا» من عدمه، مشيراً إلى أن الوزارة في انتظار تقارير نتائج العيِّنات التي أرسلتها بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية لعدد من المختبرات الدولية المعتمدة في الولاياتالمتحدةوألمانيا، لافتاً إلى أن نتائج العينات ستصل الوزارة خلال الأسبوع المقبل، حينها ستعلن الوزارة نتائج تلك العينات. وكان فريق طبي معالج لمريض سعودي اشتبه بإصابته بفيروس إيبولا بجدة، أعلن عن وفاة المواطن «إبراهيم الزهراني» إثر توقف قلبه رغم محاولات لإنعاشه. وكانت حالة المواطن الصحية حرجة منذ دخوله قسم العزل بالعناية المركزة في وقت متأخر من يوم الإثنين الماضي بعد ظهور أعراض فيروس إيبولا عليه عقب عودته من دولة سيراليون الإفريقية المنتشر فيها الوباء. وفي السياق نفسه أوضحت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة أن وباء الإيبولا المتفشي في غرب إفريقيا حدث استثنائي وبات يشكِّل خطراً صحياً على المستوى الدولي، وأضافت المنظمة التابعة للأمم المتحدة ومقرها جنيف في بيان لها أن العواقب المحتملة لاستمرار تفشي الوباء الذي قتل قرابة ألف شخص في أربع دول بغرب إفريقيا خطيرة للغاية، ولا سيما في ظل شراسة الفيروس. وأشارت إلى أنه بعد اجتماعات استمرت يومين للجنة الطوارئ التي شكَّلتها لمواجهة الفيروس أن التحرك الدولي المنسق يعد ضرورياً لوقف انتشار الإيبولا على مستوى العالم، مؤكدة أن تفشي الفيروس قد خرج عن نطاق السيطرة إلا أنه بالإمكان وقفه. من جهتها، رفعت الوكالة الأمريكية للأدوية جزئياً القيود عن استخدام علاج تجريبي للمصابين بفيروس إيبولا ما قد يمهد الطريق أمام استخدامه لمكافحة الوباء المستشري في إفريقيا، كما أعلنت شركة «تيكميرا» الكندية المنتجة للدواء أن الوكالة الأمريكية للأدوية (اف دي ايه) بلغتها «شفهياً» بأنها عدلت تصنيف دوائها «تي كي ام-إيبولاين» لجهة الحظر التام الذي كان مفروضاً على إجراء تجارب سريرية عليه، ليصبح هذا الحظر جزئياً، وأضافت في بيان لها أن هذا القرار يتيح لنا إمكانية استخدام «تي كي ام-إيبولاين» من قبل الأشخاص المصابين بفيروس إيبولا. ولا يوجد حالياً أي علاج مضاد للفيروس أو لقاح مسموح باستخدامهما ضد فيروس إيبولا، بل فقط علاجات قيد الاختبار. وأعطي أميركيان كانا يعملان في مؤسسة خيرية مسيحية في ليبيريا ونقلا إلى الولاياتالمتحدة بعد اصابتهما بايبولا عقاراً تجريبياً هو زيماب، وبدأ عليهما التحسن. وكانت السلطات الصحية الأمريكية قد رفعت مؤخراً مستوى الإنذار الصحي إلى أعلى درجة في مواجهة فيروس إيبولا، بما يتيح تحريك الموارد في مواجهة أي طارئ، وقال توم سكينر المتحدث باسم المراكز الأمريكية للمراقبة والوقاية من الأمراض «هذه أول مرة تعلن فيها درجة الإنذار القصوى منذ 2009 يومها أعلنت لمواجهة وباء انفلونزا اتش1ان1». فيما وصفت وزارة الصحة السعودية المرض بالخطير والقاتل، مبينة أن معدل الوفيات فيه يصل إلى 90% من المصابين، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس، كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير، وأن المرضى المصابين به يحتاجون إلى عناية مركزة، ولا يمكن السيطرة على تفشي العدوى إلا من خلال استخدام التدابير الوقائية الموصى بها طبياً، وينتشر المرض في القرى النائية الواقعة في وسط إفريقيا وغربها. وأمرت الولاياتالمتحدة الخميس عائلات الموظفين الأمريكيين في سفارتها في مونروفيا بمغادرة ليبيريا بسبب الإيبولا، ونصحت وزارة الخارجية الأمريكية المواطنين الراغبين بالسفر إلى ليبيريا بإرجاء سفرهم إن لم يكن ضرورياً، مكررة بذلك مناشدة السلطات الصحية الأمريكية مسبقاً. وأعلنت مديرة منظمة الصحة العالمية لرؤساء غينياوليبيريا وسيراليون مارجريت تشان خلال اجتماع في كوناكري، الجمعة، أن تفشي مرض الإيبولا في غرب إفريقيا قد خرج عن نطاق السيطرة، إلا أنه بالإمكان وقفه، وقالت تشان وفقا لمنشور من المنظمة: «يتعين أن يمثل هذا الاجتماع نقطة تحول في الرد على انتشار المرض»، وأضافت: «يتحرك هذا الانتشار بسرعة أكبر من جهودنا للقضاء عليه، إذا استمر تدهور الوضع فان العواقب ستكون كارثية فيما يتعلق بإزهاق الأرواح، كما أنه ينطوي على خلل اجتماعي واقتصادي شديد وتزايد خطر انتشار المرض إلى دول أخرى.