«الحياة»، أ ف ب - تستأنف في فيينا غداً محادثات الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع طهران التي يشتبه الغرب في سعيها إلى إمتلاك سلاح نووي، بأمل إحراز تقدّم يسبق عقد الدول الكبرى جولة جديدة من المفاوضات مع إيران في بغداد في 23 الجاري، وذلك بعد إستئنافها في إطار «إيجابي» في إسطنبول قبل شهرين. وستشكل المحادثات المقررة ليومين في مقر ممثلية إيران الدائمة لدى الأممالمتحدة، إختباراً لنيات طهران التي أبدت أخيراً إستعدادها للموافقة بشروط على التخلّي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، والذي يشكّل موضع خلاف مع الدول الكبرى. وقال برونو ترتريه، المسؤول في مؤسسة الدراسات الإستراتيجية إن «تنفيذ بادرة واضحة في شأن موقع بارشين العسكري سيوفر مناخاً إيجابياً لإجتماع بغداد» الذي يمكن أن يشهد قبول الولاياتالمتحدة تخصيب طهران اليورانيوم بدرجة متدنية لإنتاج كهرباء. ولم تسمح إيران مطلع السنة لفريق مفتشي الوكالة بدخول الموقع شرق طهران، من أجل التدقيق في إحتضانه تجارب تفجير تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي، ما أدى إلى تجميد المحادثات. وكشفت مصادر ديبلوماسية أن لا شيء يدل على إستعداد إيران للتساهل في موضوع السماح بتفقد منشأة بارشين. لكن ماتياس كونتزل، خبير العلوم السياسية في هامبورغ والاختصاصي في شؤون الشرق الأوسط، لم يستبعد «أن تسمح إيران بزيارة خبراء أقسام محدودة من بارشين، وسيكون ذلك نجاحاً خادعاً للتحضير لنجاح خادع آخر في بغداد». وكان المدير العام للوكالة الياباني يوكيا أمانو أكد أخيراً، تفقد قاعدة برشين بسرعة، بعدما أشار في آذار (مارس) الماضي إلى إمكان إزالة إيران كل أثر لنشاط نووي في الموقع، وهو ما كشفته لاحقاً صور التقطت بالقمر الاصطناعي أظهرت نشاطات حول حاوية قد تكون نفذت فيها تجارب، ما يعزز الإعتقاد باجراء عملية تنظيف. وعموماً، تريد الوكالة التوصل إلى إتفاق مع طهران حول ما تسميه «مقاربة منتظمة لحل النقاط العالقة في شأن البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الإيراني». على صعيد آخر، باشر رئيس الوزراء الإشتراكي الفرنسي السابق ميشال روكار زيارة خاصة لطهران تمتد ثلاثة أيام، وستشهد لقاءه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي والمفاوض النووي سعيد جليلي وجامعيين. وتقررت الزيارة بدعوة من طهران في نيسان (أبريل) الماضي، لكنها أرجئت بسبب إصابة روكار (81 عاما) بوعكة. واعتبرت وسائل إعلام إيرانية أن الزيارة «تهدف إلى تعزيز العلاقات مع فرنسا بعد تدهورها خلال ولاية نيكولا ساركوزي» الذي أعتبر في مقدم رؤساء الدول المطالبة بفرض عقوبات إقتصادية دولية صارمة على ايران. وكانت ايران أملت الاثنين الماضي بأن يؤدي إنتخاب الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند إلى «عهد جديد» من العلاقات، رغم تأكيد هولاند أن باريس «ستظل حازمة جداً مع ايران التي يهدد برنامجها النووي إسرائيل والسلام في العالم». وصرح ميشال دوبوا الذي يرافق روكار في زيارته لطهران: «نأمل بأن تساعد هذه الزيارة في إنشاء إتصالات أولى بين إيران والحكومة الفرنسية المقبلة». وإضافة إلى الملف النووي، تندد باريس بتجاوزات حقوق الانسان في إيران، خصوصاً قمع المعارضة بعد إعادة إنتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل في حزيران (يونيو) 2009. وأمس، دانت منظمة العفو الدولية إصدار محكمة إيرانية حكماً بجلد رسام الكاريكاتور محمود شكرائي 25 مرة، بسبب رسمه نائباً بلباس لاعب لكرة القدم، معتبرة أنه يشكل «هجوماً جديداً على حرية التعبير في إيران».