الرياض، لندن، واشنطن - «الحياة» - تفاقمت المخاوف أمس (الأربعاء) في أنحاء العالم من خطر فايروس إيبولا القاتل، خصوصاً بعدما عزز إعلان وزارة الصحة السعودية وفاة مواطن سعودي في جدة أمس، يشتبه بإصابته بالفايروس، المخاوف من أن يكون «إيبولا» وصل إلى منطقة الشرق الأوسط. وقال شقيق المتوفى السعودي ل«الحياة» إن الأسرة لن تشارك في غسله ودفنه. وفي العاصمة الليبيرية منروفيا اضطر أهالي المتوفين إلى إلقاء جثثهم في الطرقات العامة خشية العدوى. وحذر استشاري سعودي بارز تحدث إلى «الحياة» أمس من أن «إيبولا» يبقى ناشطاً حتى بعد وفاة المصاب. (للمزيد) وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد المتوفين بالفايروس المرعب ارتفع إلى 932، معظمهم في غينيا (363)، وليبيريا (282)، وسيراليون (286) ونيجيريا (1). فيما ارتفع عدد الحالات المشتبه بإصابتها إلى 1711 شخصاً. وأعلنت وزارة الصحة السعودية وفاة المريض المشتبه بإصابته صباح أمس (الأربعاء)، إثر توقف في القلب، على رغم محاولات الفريق الطبي إنعاشه. وذكرت أن حال المواطن الصحية كانت حرجة منذ إدخاله قسم العزل بالعناية المركزة في وقت متأخر الإثنين الماضي. وأكدت الوزارة، في بيان، أن المستشفى يتخذ الاستعدادات لدفن المريض وفقاً للشريعة الإسلامية، مع الأخذ في الاعتبار المعايير العالمية في التعامل مع الحالات الوبائية. وأوضح بيان الصحة أن الوزارة بدأت من خلال فريق الصحة العامة ومنذ الإبلاغ عن الحالة بتتبع خط سير الحالة منذ سفره وقدومه إلى السعودية، لحصر الأطراف كافة الذين كانوا على اتصال مباشر بالحالة منذ ظهور أعراض العدوى عليه، لوضعهم تحت الملاحظة الطبية. ولفتت «الوزارة» إلى أن نوع الفايروس ما زال محل استقصاء، بعد أن أثبتت الفحوص التي أجريت على عينات المريض في مختبر متخصص عدم إصابته بحمى الضنك ومجموعة أخرى من فصيلة فايروسات الحمى النزفية. وأكد شقيق المتوفى السعودي عبدالعزيز الزهراني ل«الحياة» أن وزارة الصحة أبلغت الأسرة بأن إجراءات الدفن ستتم من طريق فريق متخصص من جانب الوزارة والبلدية، ولن تتمكن الأسرة من حضور الغسل، لوجود إجراءات وضوابط مشددة لغسل المتوفى لمنع انتقال العدوى. وقال: «إن طلب وزارة الصحة شدد على عدم إمكان حضور ذوي المتوفى إلى المقبرة واستكمال مراسم الدفن إلا بعد الانتهاء من إجراءات غسل المتوفى ودفنه، غالباً اليوم (الخميس) وسيتم فتح باب العزاء واستقبال المعزين بعد الدفن مباشرة، إضافة إلى وجود فريق طبي أرسلته وزارة الصحة لأخذ عينات من الأسرة والمخالطين له». وكشف استشاري الباطنة والأمراض المعدية رئيس الشؤون الأكاديمية والتدريب في مستشفى سليمان فقيه بجدة الدكتور نزار باهبري ل«الحياة» أن فايروس «إيبولا» يعتبر من الفايروسات النشطة حتى بعد الوفاة، إذ إن هنالك بعض الدراسات التي أكدت أن هذا الفايروس يمكن أن يبقى نشطاً حتى 20 يوماً بعد وفاة المصاب، لافتاً إلى وجود دراسة أكدت العثور على الفايروس نشطاً في السائل المنوي الخاص بمتوفين. وأثار اجتياح «إيبولا» القاتل دولاً عدة في غرب أفريقيا، حال ذعر استدعت استنفار جيوش في المنطقة لمحاولة الحد من انتشاره، فيما علقت شركات طيران عالمية رحلاتها إلى مناطق موبوءة، ونصحت دول غربية رعاياها بتجنب السفر إلى تلك المناطق. وبدأت لجنة الطوارئ للقواعد الصحية العالمية في منظمة الصحة العالمية اجتماعات في جنيف لاتخاذ قرار عما إذا كان انتشار الإصابات يستدعي تصنيفه بالوباء وإعلان «حال طوارئ صحية عالمية»، أي يتطلب رداً منسقاً على المستوى الدولي. في غضون ذلك، أحيت تقارير في أميركا الآمال بالتوصل إلى علاج لفايروس «إيبولا» الذي يتسبب بأعراض نزفية، من خلال مصل تجريبي جرى تحضيره على يد خبراء في «مراكز ترصد الأمراض» وأعطي إلى أميركيين أصابهما الفايروس في ليبيريا. وأظهرت مجموعة أشرطة فيديو وُضِعَت في موقع «سي إن إن»، تحسّناً ملحوظاً لدى المريضين، وهما الطبيب الأميركي كنت برانتلي ومساعدته نانسي ريتبول، بعد تلقيهما المصل في أحد مستشفيات أتلانتا. ويحمل المصل اسم «زد مابّ» ZMapp، وصنعته شركة «مابّ بيوفارماسوتيكال» للأدوية في مقرها في سان دييغو.