أوضحت وزارة الصحة أن منظمة الصحة العالمية لم تطلب أي حظر على السفر والتجارة مع دولتي غينياوليبيريا إلى الآن إلا أنها انطلاقاً من حرصها وحفاظاً على صحة المواطنين والمقيمين والزوار طلبت من الجهات المعنية وقف إصدار تأشيرات العمرة والحج لمواطني هاتين الدولتين كإجراء احتياطي نظراً لخطورة المرض وسهولة انتقاله بين الحشود البشرية. وتواصل وزارة الصحة مع منظمة الصحة العالمية وسائر الشركاء اتخاذ التدابير اللازمة من أجل الوقاية من انتشار المرض خارج هذه البقعة الجغرافية، إذ قامت منظمة الصحة العالمية والشبكة العالمية للإنذار بتفشي الأمراض ومواجهتها بنشر خبراء لأجل دعم المواجهة العملية في مجالات التنسيق، والوقاية من العدوى ومكافحتها، والترصد، والوبائيات، والتدبير العلاجي للحالات، والإعلام، والتعبئة المجتمعية، إذ وصل عدد الحالات المشتبه والمؤكدة فيها لتفشي حمى الإيبولا النزفية الراهنة في غينيا حتى تاريخ 30 آذار (مارس) الماضي 112 حالة، توفيت منها 70 حالة، بمعدل إماتة 62 في المئة وتجري التقصيات بشأن الحالات المبلّغ عنها في ليبيريا وسيراليون على امتداد الحدود مع غينيا. كما قامت وزارة الصحة في ليبيريا حتى تاريخ 29 آذار (مارس) الماضي بالإعلان عن 7 حالات مشتبهة في ليبيريا، وتم تأكيد حالتين منها في المناطق الحدودية. وتعد حمى الإيبولا النزفية من أشدّ الأمراض المعروفة فتكاً، إذ تم الكشف عن فايروس الإيبولا لأوّل مرّة في عام 1976 في إحدى المقاطعات الاستوائية الغربية بالسودان وفي منطقة مجاورة بزائير (التي تُسمى الآن جمهورية الكونغو الديمقراطية). ولم يسجل هذا المرض خارج دول وسط وشرق أفريقيا، ويتفرّع فايروس الإيبولا إلى خمسة أنماط فايروسية منفصلة وهي (بونديبوغيو، كوت ديفوار، ريستون، السودان وزائير )، وتبيّن أنّ أنماط بونديبوغيو والسودان وزائير تسبّبت في وقوع حالات واسعة من تفشي حمى الإيبولا النزفية في أفريقيا وأدّت إلى وفاة 25 إلى 90 في المئة من مجموع الحالات السريرية، بينما لم يتسبّب نمطا كوت ديفوار وريستون في وقوع أيّة حالات من هذا القبيل. وينتقل فايروس الإيبولا من خلال ملامسة دم المريض وسوائل جسمه التي تحتوي على الفايروس، كما يمكن أن ينتقل جرّاء التعامل مع حيوانات برّية تحمل الفيروس (قردة الشامبانزي و الغوريلا والنسانيس والظباء وخفافيش الثمار)، سواء كانت مريضة أو ميّتة، في حين لا يوجد علاج نوعي فعال لهذا المرض ويقتصر العلاج عموماً على توفير الرعاية الداعمة.