يعدُّ فيروس ايبولا المسؤول الرئيسي عن وباء الحمى النزفية الذي خلف أكثر من 930 وفاة منذ كانون الثاني/يناير غرب أفريقيا، وهو من أكثر الأمراض التي تنتشر بالعدوى والمسببة للوفاة لدى البشر، كونه يمكن أن يسبب الوفاة خلال بضعة أيام. وموجة الوباء الحالية هي الأخطر منذ اكتشاف الفيروس قبل 38 عاماً، وظهرت الموجة الأخيرة من الوباء في غينيا ثم انتقلت إلى لييبيريا وسيراليون ومن ثم إلى نيجيريا، كما سجلت حالة وفاة مشتبه بها في السعودية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان الأربعاء أن حصيلة فيروس ايبولا المسبب للحمى النزفية ارتفعت إلى 932 وفاة في أفريقيا. وتعود هذه الحصيلة إلى 4 آب أغسطس. وسجلت المنظمة 1711 إصابة بالمرض في غينياوليبيريا وسيراليون ونيجيريا. وتتضمن الحصيلة 45 وفاة إضافية بين 2 و4 اب/أغسطس و108 إصابات جديدة في البلدان الأربعة. وبلغ عدد الاصابات في ليبيريا 516 إصابة بينها 282 وفاة، وغينيا 495 إصابة و363 وفاة، تليهما سيراليون مع 691 إصابة و286 وفاة، ثم نيجيريا مع 9 إصابات ووفاة واحدة. وأعلنت نيجيريا الاربعاء عن وفاة حالة ثانية. اشتق اسم ايبولا من نهر شمال جمهورية الكونغو الديموقراطية – زائير سابقاً – حيث تم رصده لأول مرة في 1976. وتم التعرف على خمس نسخ مختلفة من الفيروس هي زائير والسودان وبنديبوجيو، ورستون، وفوري دو تاي. وبينها ثلاثة فيروسات خطيرة جداً تصل نسبة الوفيات بين المصابين بها إلى 90%. وينتقل الفيروس المنتمي الى فصيلة الخيطيات بالاتصال المباشر بدماء وسوائل أو أنسجة المرضى أو الحيوانات المصابة. وتلعب طقوس غسل الموتى ودفنهم دوراً في نقل العدوى خصوصاً عندما يلمس الأهل والأصدقاء جثمان المتوفى. ويعتقد أن صيد وتناول لحم الطريدة يمكن أن يسبب انتقال المرض. ولكن لا يعرف حتى الآن السبب الأساسي لموجات الوباء ولا الخزان الطبيعي للفيروس حتى وأن كان العلماء يعتقدون انه موجود في الغابات الاستوائية في افريقيا وغرب المحيط الهادىء. وبينت بعض الدراسات أن الخفافيش تسهم في دورة انتقال الفيروس. وبعد فترة حضانة من يومين إلى 21 يوماً – وهي الفترة بين انتقال العدوى وظهور أعراض المرض – تظهر أعراض الحمى النزفية التي يسببها ايبولا بارتفاع مفاجىء في الحرارة وارهاق وآلام في العضلات ونوبات صداع وآلام في الحلق. وغالبا ما يتبع هذه الأعراض تقيؤ واسهال وطفح جلدي وفشل كلوي وتضخم في الكبد ونزيف داخلي وخارجي. وتوضع الحالات الخطيرة في قسم العناية المركزة كما يحتاج المرضى الذين يصابون بالجفاف إلى الامصال. ولا يوجد أي علاج أو لقاح للمرض، في حين تجرى تجارب على بعض اللقاحات ولكن ينبغي الانتظار سنوات قبل أن يصبح من الممكن استخدامها على البشر حتى وأن كان باحثون أميركيون أعلنوا نهاية 2011 أنهم حصلوا على نتائج واعدة لدى الفئران في لقاح تجريبي مع معدل وقاية من 80%. وقالت منظمة الصحة العالمية إن العمل جار على دواء جديد يخضع للتجربة في المختبر.