علمت «الحياة» من مصادر مقربة من الفصائل المسلحة السنية أنها وشيوخ عشائر ورجال دين في الأنبار، أوصلوا رسائل إلى الولاياتالمتحدة ودول عربية وإقليمية، مفادها أن مواجهة «للدولة الإسلامية» في ظل حكم نوري المالكي يحرجها ويصعب المهمة. وقال عضو «مجلس عشائر الأنبار» كامل المحمدي، وهو أحد المشاركين في مؤتمر عمان الذي عقد الشهر الماضي ل «الحياة» إن «ضغوطاً دولية وعربية تعرضت لها الفصائل المسلحة السنية وشيوخ العشائر للتعاون مع الحكومة لطرد داعش من المناطق التي سيطر عليها أخيراً». وأضاف إن «الفصائل المسلحة وشيوخ عشائر في الأنبار وجهوا رسائل سرية إلى جهات دولية ، ينها الولاياتالمتحدة ودول عربية مهمة، تفيد أن أي جهد من قبلهم ضد داعش في ظل بقاء المالكي في الحكم غير مضمون النتائج». وأشار إلى أن «الرسالة، إضافة إلى لقاءات واجتماعات جانبية جرت في العاصمة الأردنية وأربيل وتركيا طالبت بضرورة إحداث تغيير سياسي كبير يتضمن تنحي المالكي من الحكم ليكون قاعدة أساسية لإبعاد داعش من المدن السنية». وزاد أن «أي جهد امني لمواجهة داعش حالياً يعود بالسلب على الفصائل المسلحة والعشائر وهناك قيادي في فصيل مسلح في تكريت اتهمه بعض شيوخ العشائر الواقعة مناطقهم تحت سيطرة داعش بانه من الصحوة ويوالي الحكومة». وتابع أن «فصائل الجيش الإسلامي وحماس العراق، وكتائب ثورة العشرين، وفيلق عمر وكتائب جيش محمد وكتائب أسد الله الغالب، لم تتخذ حتى الآن أي قرار بمواجهة داعش لأنها مكشوفة تماماً أمام التنظيم وتعرف أوضاعها الداخلية جيداً». الى ذلك، قال سعد البدران، وهو أحد شيوخ عشائر الموصل الفارين إلى إقليم كردستان بعد سيطرة «الدولة الاسلامية» على المدينة، في اتصال مع «الحياة» أمس إن «جهوداً حثيثة نجحت أخيراً بإقناع قادة في فصائل مسلحة بارزة بالحوار مع المسؤولين المحليين في المحافظات السنية بعد أن كان التعاون بين الجانبين محرماً». وأضاف أن «المسؤولين والنواب السنة يجرون اتصالات مع قادة الفصائل المسلحة وشيوخ العشائر القادرين على القتال واتفقوا على أن مواجهة داعش يحتاج جهوداً سياسية وأمنية في الوقت نفسه». وأوضح أن «الجهد السياسي يتركز على فتح حوارات مع الأحزاب الشيعية والمراجع الدينية في النجف تتضمن الحصول على تعهدات بعدم عودة الجيش إلى المدن السنية، وتغيير المالكي بسبب فقدان الثقة فيه»، وزاد إن «الجهد الأمني يتضمن توحيد عمل الفصائل والعشائر ومدها بدعم وغطاء محلي ودولي». من جانبه، قال احمد الجميلي، عضو مجلس عشائر الفلوجة ل «الحياة» إن «رئيس الحكومة نوري المالكي عمل خلال فترة حكمه على شق صف العشائر في الأنبار، وادت سياساته في شراء ذمم شيوخ العشائر إلى انهيار مجلسها الذي كان يعتبر مؤسسة رصينة منذ ثمانينات القرن الماضي تضم عشرين شيخ عشيرة». وأوضح انه «الحرب على الأنبار وانقسام العشائر بين مؤيد للحكومة ومعارض لها خلقت ثأرات كبيرة بين هذه العشائر بعد مقتل المئات من أبنائها، وستبدأ مرحلة أخذ الثأرات بعد انتهاء الأزمة». الى ذلك، ما زال الغموض يلف حالات اغتيال يتعرض لها عناصر «الدولة الإسلامية» التي تتبناها «كتائب الموصل» المدعومة من عائلة النجيفي في المدينة. وأكد شهود في الموصل ل «الحياة» حصول اغتيالات لعناصر «الدولة الإسلامية»، فيما خفف عناصر «الدولة» تجولهم في المدينة.