خاضت قوات الأمن العراقية أمس اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم «داعش» شمال بغداد. وأكدت مصادر أمنية سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، فيما هددت جماعة مسلحة اطلقت على نفسها اسم «أحرار السعدية»، شمال شرقي بغداد، مسلحي «داعش» بمزيد من العمليات، وتبنت قتل قيادي بارز في التنظيم وعلقت جثته شرق الناحية. وأضافت أن «اشتباكات عنيفة اندلعت، ظهر اليوم (أمس)، بين قوة من الجيش العراقي ومسلحي داعش، في قرية المشاهدة التابعة لقضاء الطارمية، شمال بغداد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر الجيش وعنصر من داعش، وإصابة ثمانية من جنوده وأربعة مسلحين». وفي صلاح الدين أكد عواد سعيد العصمان، قائد مسلحي العشائر في حديثة «تطهير منطقتي الخفاجية الأولى والثانية بالكامل، وهي مناطق زراعية وبساتين كان يتخذها المسلحون مقراً». وأضاف ل «الحياة» ان «المعارك مستمرة منذ ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً، بدعم من طيران الجيش لتطهير القضاء الذي اصبح تقريباً خالياً من المسلحين الا بعض الجيوب والقناصة». واشار الى «وصول أفواج من المغاوير لمساندة قوات الامن والعشائر، فضلاً عن المدرعات». وكان قائممقام قضاء حديثة عبدالحكيم الجغيفي قال إن «القوة الجوية وطيران الجيش مشط قرى وبساتين جنوب بروانة «، موضحاً أن «فلول تنظيم داعش الإرهابي فقدت توازنها». وأفاد مصدر مطلع في صلاح الدين أن «قوات الأمن ومتطوعي الحشد الشعبي، بإسناد الطيران احبطت، مساء الأحد، هجوماً على ناحية آمرلي التابعة لقضاء طوزخورماتو، شرق تكريت». وأضاف أن «الهجوم اسفر عن مقتل تسعة من عناصر التنظيم وتدمير 12 عربة تابعة له». واكد «تطهير ناحية العوجة القديمة والجديدة بالكامل» وزاد أن «قوات الجيش تحاول الدخول الى تكريت مدعومة بقصف جوي ومدفعي الا انها اصطدمت بمقاومة عنيفة اضطرتها الى التراجع بسبب قلة اعدادها مقارنة بقوة المسلحين». وفي بابل افاد مصدر أمني أن العملية العسكرية الواسعة التي بدأتها امس قوة مشتركة من قيادتي عمليات بابل وبغداد مستمرة بمشاركة الفرقة الذهبية وطيران الجيش والدبابات في بعض مناطق ناحية جرف الصخر جنوببغداد». ان «العملية اسفرت حتى الان عن مقتل العشرات من مسلحي التنظيم وتدمير اوكار ومخابئ تابعة لهم». في ديالى، أكد أحد مؤسسي حركة «أحرار السعدية» الملقب أبو مناف في اتصال مع «الحياة» ان «مجوعة من الشباب وضباط الجيش السابق شكلوا الحركة، وهدفهم طرد «داعش» من الناحية التي تخضع لسيطرته وقد طبق معتقداته الخاصة بنسف المساجد والقبور والتعرض لشيوخ العشائر ورجال الدين المعارضين». واضاف ان «الحركة قتلت قيادياً بارزاً في التنظيم بعد خطفه وعلقت جثته على عمود كهرباء كرسالة تحذيرية إلى «داعش» وسننفذ المزيد من العمليات». وكانت صور لجثة معلقة على عمود كهرباء انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي، وأكدت مواقع تابعة لمجموعات مسلحة ان مليشيات اقدمت على التمثيل بالجثة. من جهة اخرى، شن مسلحو «الدولة الاسلامية» حملة اعتقال ودهم لعشرات المنازل، بحثاً عن مسلحي الحركة، وامهلوا العائلات 72 ساعة لتطوع ابناءها والقتال بين صفوف التنظيم، وتسليم ما في حوزتها من اسلحة ، فيما هدموا عشرات القبور بدعوى مخالفتها الشريعة. واوضح القيادي في تنظيم «الصحوة» أبو الفوز العراقي ل «الحياة» ان «ارهابيي داعش اقدموا على جرف مقبرة في الناحية، بدعوى انها مخالفة للشريعة الاسلامية، واعدموا مدنيين اثنين رمياً بالرصاص». وقد نزحت عشرات الأسر من ناحية جلولاء التي تقطنها غالبية كردية شيعية، بعد تعزيز التنظيم وجوده في احياء الوحدة والتجنيد بمقاتلين تمهيداً لشن هجوم للسيطرة على الناحية ( 7 كلم شمال بعقوبة). وتشهد بلدات ونواحي في شمال شرقي بعقوبة معارك كر وفر بين الجيش والمتطوعين من جهة ومسلحي البغدادي من جهة ثانية.