أعلن الجيش العراقي تأمين طريق سامراء - تكريت، وفيما تتضارب الأنباء عن العمليات العسكرية في المدينة، يلجأ الجيش الى العشائر لتأمين مناطق حزام بغداد، معلناً دخول طائرات «سوخوي 25 « المعركة خلال ثلاثة أيام. وقال الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي) الفريق قاسم عطا، خلال مؤتمر صحافي في بغداد امس انه «تم تأمين طريقي سامراء - تكريت وبغداد - سامراء»، وأضاف أن «علمية تطهير الطرق تضمنت إبطال مفعول مئات العبوات الناسفة المزروعة على جوانبها». أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن وسط تكريت زرع بالمفخخات، وأصبت شبه خالية من السكان الذين غادروها خوفاً من المعركة المقبلة. وأوضح عطا أن « العبوات الناسفة زرعت بين متر وآخر، كما تركت سيارات مفخخة لعرقلة تقدم الجيش»، وأشار الى «إعداد خطة لتطهير ناحية منصورية الجبل شرق بعقوبة». وزاد إن «القوات الأمنية تمكنت خلال 24 ساعة الماضية، من قتل 142 إرهابياً وتدمير 51 عجلة تابعة لهم في مناطق العمليات». ولفت إلى أن الطيران «نفذ 102 طلعة خلال 24 ساعة»، وأكد أن «تلك الطلعات اسفرت عن اصابات نوعية مباشرة في الأهداف المعادية». وتابع ان «القوات الأمنية تمكنت من تطهير جامعة تكريت من تنظيم داعش بالكامل ووضعت الحماية الكافية فيها ورفعت العلم العراقي عليها»، ولفت الى ان «القوات الأمنية تتقدم باتجاهات ومحاور مختلفة لتحرير كل المناطق». في جنوببغداد، تواصلت الاشتباكات بين الجيش ومسلحين، وتحديداً في ناحية جرف الصخر. وقال مصدر في «قيادة عمليات بابل» ان «عناصر من داعش واصلوا لليوم الثالث على التوالي تنفيذ هجمات على ثكنات الجيش ونقاط التفتيش المنتشرة في شمال بابل، وأخرى جنوببغداد في المحمودية والإسكندرية». وأشار الى ان «داعش ينفذ هجمات مباغتة من دون ان يكون هدفه مسك الأرض، سعياً لاستنزاف الجيش جنوببغداد ومن ثم تنفيذ هجوم واسع نتوقع حصوله في أي لحظة». وكشف المصدر ان «مركز عمليات وزارة الدفاع خصص عدداً اضافياً من المروحيات للقطعات العسكرية الواقعة ضمن نطاق عمليات بابل وبغداد والأنبار»، وبدأت منذ ليل (اول من) امس طلعات جوية في مناطق جرف الصخر المرتبطة بمدينة الفلوجة التي يسيطر عليها «داعش». وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي ل «الحياة» ان العشائر المحيطة بمناطق حزام بغداد الشمالي والجنوبي اكدت وقوفها الى جانب قوات الجيش لمواجهة أي محاولة لتدخل مسلحين غرباء في مناطقها. وزاد ان العشائر المنتشرة في حزام بغداد «تنسق مع الجيش في مواجهة أي مخطط لاقتحام العاصمة». وفي الأنبار قرر المحافظ احمد الدليمي امس، إقالة قائممقام قضاء حديثة باسم ناجي من منصبه وتكليف عبد الحكيم الجغيفي بدلاً منه بعد أن غادر الأول القضاء مع عائلته. وقال مصدر في حديثة ل «الحياة» امس إن «المدينة تعيش أجواء قلقة من احتمال اقتحامها»، وأضاف أن «القضاء منذ الأسبوع الماضي وبعد اقتحام المسلحين مدن عانة وراوة والرطبة يشهد موجة نزوح». وأكد ان مسؤولين آخرين غير قائممقام المدينة وعناصر في الشرطة المحلية غادروا القضاء منذ ايام، ولفت الى ان هناك مخاوف من انهيار قوات الشرطة المحلية في أي لحظة، فيما تنتشر قوات من الجيش بعيداً من المدينة. إلى ذلك (أ ف ب)، تستعد القوات العراقية لإدخال طائرات روسية مقاتلة في معاركها مع المسلحين المتطرفين، فيما تواصل عملياتها لاستعادة مناطق خرجت عن سيطرتها وبينها تكريت. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان نشر على موقعها ان العراق «تسلم خمس طائرات مقاتلة روسية من نوع سيخوي-25 (...) وستساهم في زيادة القدرة القتالية للقوة الجوية بقية صنوف القوات المسلحة للقضاء على الإرهاب». وقال مسؤول عسكري ان «طائرة سوخوي متخصصة بإسناد القطعات وضرب الإرهاب ونحن في أمس الحاجة إليها في هذا الوقت العصيب»، مضيفاً ان المقاتلات ستدخل «الخدمة خلال الأيام الثلاثة او الأربعة المقبلة». وتابع ان هذه الطائرات ستلعب دوراً اساسياً في «مقاتلة تنظيمات داعش الإرهابية»، موضحاً ان «طيارين لهم خبرة طويلة» سيقودونها ويجري الآن تجهيزها بمساعدة فنيين روس. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اعلن الخميس ان بغداد ستشتري اكثر من 12 طائرة روسية ضمن عقد تبلغ قيمته نحو 500 مليون دولار، في وقت تبدي السلطات العراقية سخطها من تأخر الولاياتالمتحدة في تسليمها طائرات «اف-16» ومروحيات «أباتشي».