لم تعد الأزياء الصديقة للبيئة محصورة في حركات فردية تقوم بها مجموعة من هنا أو أخرى من هناك، بل تعدتها لتتحوّل إلى صرخة مدويّة تطلق أكثر من مرة خلال العام ومن أكثر من بلد. وفي حين تطلق مقدونيا مجموعة من الازياء المعاد تدويرها تتجه الانظار إلى رقعة انتشار الموضة «الخضراء» أو الموضة الصديقة للبيئة. وتعد الأزياء المصنعة من النفايات المعاد تدويرها من أبرز الأزياء المثيرة للجدل، إذ تأخذ أشكالاً مختلفة وخارجة في كثير من الأحيان عن المألوف، ما يضعها في مصاف الازياء التنكرية، أو الازياء التي يراد من خلالها تسجيل موقف معين من دون مراعاة الأسس العامة التي على أساسها يُصار إلى تصميم الازياء وانتقائها من جانب نساء العالم ورجاله. والأزياء الصديقة للبيئة ليست حكراً على النفايات المعاد تدويرها، بل قد تتعدى هذا الامر وتصل إلى كبرى دور الازياء التي تعلن صراحة العمل الدؤوب من أجل إدخال الأزياء «الخضراء» إلى أزيائها، من خلال استخدام مواد وأصباغ صديقة للبيئة كالقطن العضوي، والخيزران، والقنب، والذرة والصويا والحرير المسالم وغيرها من المواد الصديقة للبيئة. وهناك أسماء أخرى لهذا النوع من الأزياء مثل: موضة صديقة للبيئة أو الموضة المستدامة. وتماشياً مع دعم هذا النوع من الأزياء، تلجأ الجمعيات الى التعاون مع الاعلام من أجل التوعية على أهمية استخدام مثل هذه المواد ومن الأخطار التي تشير إليها أن 1 على 5 من المبيدات الضارة يستخدم في صناعة تي شيرت واحد فقط مصنوع من القطن التقليدي، في حين أن القطن العضوي خالٍ من أي مبيدات كيماوية. وتشير إلى أن الأقمشة المصنوعة من الألياف الطبيعية العضوية التي تنمو من دون استخدام المبيدات الكيماوية والأسمدة أو المواد السامة الأخرى، تحافظ على صحة البشر والبيئة. وفي حين أن الحرير التقليدي يستخرج من شرانق يتم غليها بالماء الحار وبالتالي القضاء عليها، فإن الحرير المسالم، أو ما يعرف بالحرير النباتي، يسمح للفراشة بالخروج من الشرانق والعيش دورة حياتها الكاملة.