في العصور الوسطى كان القطن يُجمَع من الحقول ثم يُوضَع في البول ويُجفَّف في الشمس حتى تزول ألوانه، ثم بعد ذلك يُعالَج بالأصباغ. إن مجرد التفكير في ارتداء لباس يكون قد غُمر في البول يدعو للاشمئزاز والتقزز، ولكن من حسن الحظ أن تلك المعالجة المتخلفة قد توقف العمل بها منذ زمن طويل، وذلك بعد اكتشاف كثير من المواد الكيميائية التي تقوم بإزالة الألوان من القطن. ولكن استعمال المواد الكيميائية بتلك الصورة المكثَّفة قد جعل بعض الجهات المنتجة للقطن تستخدم وسائل عديدة، وخاصة الهندسة الوراثية، في إنتاج عينات من القطن تُعرَف بالقطن العضوي الخالي من المواد الكيميائية، وقد أمكن تطبيق تلك الوسائل في بعض المزارع، فتمكَّنوا من إنتاج أنواع من القطن ملونة طبيعياً مثل اللون الأحمر والأصفر والأخضر والبني بتدرُّجاته اللونية المختلفة. وقد سارعت بيوت الأزياء إلى استخدام تلك الأنواع الجديدة من القطن العضوي الخالي من الأصباغ الكيميائية، وأخذت تروِّج للفكرة الجديدة، وأنها ستقدم تلك الأزياء بأسعار تزيد قليلاً عن أسعار الأزياء المصنوعة من قطن عادي معالج كيميائياً. لقد اكتشف بعض الناس أنهم يعانون من حساسية جلدية عندما يرتدون أزياء مصنوعة من القطن، وقد اتضح أخيراً أن مصدر تلك الحساسية غير ناتج عن القطن، وإنما هو ناتج عن المواد الكيميائية التي يعالج بها القطن.