تبدي شركة «فورد» للسيارات اهتماماً جدياً بمسألة الاستدامة، وهي تخطو خطوات جبارة لقيادة قطاع صناعة السيارات في هذا المضمار من خلال أنشطتها الصديقة للبيئة، وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة على صعيد الحد من النفايات واستخدام مواد أعيد تدويرها. ولنأخذ سيارة «فورد فيوجن» على سبيل المثال؛ فهي تعتبر البرنامج العالمي الأول من نوعه بين شركات صناعة السيارات من ناحية استخدامه لأقمشة مقاعد مصنوعة من مواد معاد تدويرها مع إمكان تدوير ما يكفي من العبوات البلاستيكية والنفايات الصناعية لإنتاج 1,5 مليون ياردة من القماش سنوياً. وسيعادل ذلك نحو 800 و 900 ألف ياردة في أميركا الشمالية وحدها عندما يعمل خط إنتاج «فيوجن» بكامل طاقته. وتعد «فيوجن» أحدث الأمثلة على التزام «فورد» باستخدام مواد معاد تدويرها متى أمكن ذلك. ففي أمريكا الشمالية على سبيل المثال، زادت «فورد» من معدل استخدام الخيوط المعاد تدويرها من صفر في المئة في عام 2007 إلى نحو 66 في المئة في برامج الإنتاج كافة لعام 2013. وتستخدم «فورد» عموماً 41 نوعاً من القماش ضمن 15 من خطوط إنتاج سياراتها على مستوى العالم، بدءاً من «موستانغ» و«فيستا» ووصولاً إلى «F-150» و«توروس». وفي هذا السياق، قال نائب رئيس قسم الاستدامة والبيئة وهندسة السلامة روبرت براون: «يبين القماش المستخدم في سيارة «فيوغن» التزام «فورد» بمبدأ الاستدامة بغض النظر عن الحدود الجغرافية. وفي كل مرة نستطيع فيها ربط منتجاتنا وموردينا بمبدأ الاستدامة، فإننا نسير بذلك في الاتجاه الصحيح على صعيد التزامنا بالمساهمة في جعل العالم مكاناً أفضل للعيش». وبدورها أشارت كارول كورديش، كبير مصممي «فورد» للمواد المستدامة، إلى أن وتيرة استخدام الشركة لأقمشة مستدامة يتزايد مع استمرارها في إضافة برامج عالمية لتصنيع السيارات، وتطبيق معايير خاصة للمواد المستدامة في السيارات الجديدة، والتعاون مع موردين عالميين للخيوط عالية الجودة والمعاد تدويرها. وتضيف كورديش أن هدف تلك الجهود يكمن في اعتماد «فورد» مستقبلاً بشكل كامل على الخيوط المعاد تدويرها. ويبرهن الإطلاق العالمي لسيارة «فورد فيوجن» الجديدة كلياً على أن هذا الهدف ممكن تحقيقه، وأن شركة «فورد» توظف كامل إمكاناتها لإيجاد طريقة صديقة للبيئة تنجز بها أعمالها. وقد اعتمدت الشركة هذا الهدف منذ نموذجها الأول عام 2009، إذ يتوجب على أي قماش جديد يدخل في صناعة مقاعد سيارات «فورد» أن يحتوي على نسبة 25 في المئة على الأقل من مواد معاد تدويرها. وأضافت كورديش: «كلما نشأت أفكار وتقنيات جديدة، تطورت معها عمليات المعالجة وازداد حجمها لدى مصنعي السيارات الآخرين بغية اللحاق ب«فورد» في هذا المجال، وهو ما سيسهم في نهاية المطاف في خفض تكاليف تطوير أقمشة مستدامة للمقاعد. وعندما يحصل ذلك، ستفكر فورد ملياً في إدخال نسبة أكبر من المواد المعاد تدويرها في القماش الذي تستخدمه». ويدخل في تركيب بعض سيارات «فورد» الأكثر تطوراً الآن أقمشة معاد تدويرها بنسبة قد تصل إلى 100 في المئة في وقت تحاول فيه الشركة توسيع نطاق المزايا الصديقة للبيئة في هذه السيارات لما هو أبعد من أجهزة نقل الحركة.