يسعى الكثير من العلماء والمصممين لابتكار وسائل وأدوات تنقذ البيئة من التلوث في المستقبل، وذلك من خلال الاختراعات التي تنتمي للتكنولوجيا الخضراء النظيفة التي تساعد على الحفاظ على البيئة. وفي هذا الإطار بدأت شركات الألعاب في إنتاج خط جديد من ألعاب الأطفال الصديقة للبيئة، بحيث تكون تلك الألعاب آمنة للأطفال، وكذلك صديقة لكوكب الأرض، ويتم تصنيعها من مواد طبيعية، وغير سامة، وقابلة لإعادة التدوير، أو للتحلل، فعلى سبيل المثال قامت شركة Eco toys بإنتاج مجموعة دمى خشبية يتم تصنيعها من مواد معاد تدويرها بنسبة 100%، عن طريق إعادة تدوير أشجار المطاط، والصنوبر، في حين أن الشعر المستخدم في تلك الدمى من الصوف الخالص، وأهم ما يميز هذه الشركة أنها تُنتج سلسلة متنوعة من الألعاب الصديقة للبيئة، والمناسبة لجميع الفئات العمرية للأطفال. كما أنتجت شركة ألعاب أخرى لعبة تركيب عبارة عن منزل صديق للبيئة يحتوى على توربينات الرياح، وألواح خلايا الطاقة الشمسية، وبرميل لحفظ مياه المطر، واللعبة بأكملها تم تصنيعها من مواد غير سامة، وباستخدام الأصباغ العضوية والمطاط والخشب الطبيعي، حتى أن هناك حديقة نباتية لتعليم الأطفال أهمية الزراعة في ظل أزمة نقص الغذاء المتزايدة في أماكن عدة حول العالم. وقد لاقت هذه المنتجات استحسان وتشجيع المنظمات البيئية حول العالم، حيث يأمل مصممو ومنتجو هذه الألعاب في خلق وعي بيئي لدى الأطفال من مراحل عمرية مبكرة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن لدولة الإمارات العربية المتحدة باع طويل في هذا المجال، فقد أطلقت شركة "بيئة" التابعة لحكومة الشارقة مؤخراً 34 مركبة كهربائية لجمع النفايات وتنظيف الشوارع بهدف المحافظة على البيئة، تعد من أوائل المركبات التي تعمل باستخدام هذه التقنية على مستوى الشرق الأوسط. وكان مدير إدارة جمع النفايات في الشركة قد أكد أن أداء المركبات الكهربائية الجديدة بنفس درجة الكفاءة المركبة العاملة بالوقود العادي، إلا أن الفروقات تتمثل في أن الكهربائية صديقة للبيئة، وتحافظ عليها وتقلل من نسب التلوث في الهواء، كما أنها تستطيع أن تؤدي جميع المهام التي يمكن للمركبات والآليات العادية القيام بها. كما استطاع فريق بحثي من المؤسسة العربية للعلوم والتقنية في الإمارات التوصل إلى ابتكار مركب عضوي يشكل مبيداً طبيعياً لعدد من الآفات الزراعية التي كانت مكافحتها تحتاج للمبيدات الكيمائية الضارة بالبيئة والصحة. وقال بيان للمؤسسة العربية للعلوم والتقنية إن المبيد الجديد حصل على براءة اختراع عالمية، واجتاز الاختبارات المحلية والعربية، وأنه يعالج ديدان النيماتودا، والفطريات الضارة بالتربة، ويزيد من خصوبة الأراضي الزراعية، وإنتاجيتها للخضروات والفاكهة بمعدل 20%، وأوضح أن نسبة المواد الطبيعية فيه تبلغ أكثر من 94%، وهو لذلك صديق للبيئة وغير مضر بالتربة أو الصحة العامة للمواطنين. كما كانت بلدية دبي المتمثلة في إدارة النفايات قد أطلقت مشروع "مدينتي - بيئتي" الذي يهدف إلى فصل المواد القابلة للتدوير من مصدرها وإعادة تدويرها وتقليل كمية النفايات المنزلية التي يتم دفنها بنسبة تتجاوز نحو 35 % والبدء بإعداد استراتيجية لتوفير كمية من المواد تكفي لإنشاء صناعة وطنية قائمة على إعادة لتدوير. وقد جاءت هذه المبادرة البيئية بعد قيام البلدية بدراسة مجموعة من المشاريع البيئية التي تهدف إلى المحافظة على البيئة وفصل المواد القابلة للتدوير من مصدرها وإشراك القطاع الخاص في تنفيذ هذه المشاريع، علما بأنه يوجد نسبة كبيرة من المواد القابلة لإعادة التدوير بالإضافة إلى ذلك تم توزيع حاويتين بلونين مختلفين لكل الوحدات السكنية في المناطق المختارة، حيث تم تخصيص إحداها للنفايات القابلة للتدوير والأخرى للنفايات غير القابلة للتدوير، وتم اعتماد وضع رسومات وإرشادات تعريفية على الحاويتين لتسهيل عملية فصل النفايات.