رفض مهرجان «واحتنا فرحانة» في محافظة القطيف، اتهامه بنشر «السفور» وارتكاب «مخالفات» شرعية من رجال دين، هاجموا ما يجري في المهرجان، وبخاصة أوبريت الافتتاح. وأكد المهرجان وجود «ميثاق» يتم توقيع العاملين والعاملات عليه، يشدد على «الالتزام بالآداب العامة والحجاب الإسلامي» في المهرجان، الذي يستقطب نحو 10 آلاف زائر يومياً. وانطلقت الاعتراضات على المهرجان في نسخته الخامسة من مجموعة من المشايخ، منذ بروفات أوبريت الافتتاح، وتواصلوا مع إدارة المهرجان لمنع ظهور الفتيات فيه، ورد المهرجان ب «عدم وجود مخالفة تستوجب منعهن، إذ إن الفتيات صغيرات في السن ولم يتجاوزن التاسعة»، لافتاً إلى أن طولهن الفارع «ليس مقياساً في مثل هذه الحالات»، ما دفع بعض المعترضين إلى شن هجوم استباقي على المهرجان، مستندين إلى سلسلة من الملاحظات التي كانت تدور حول المهرجان في نسخه السابقة. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي انقساماً بين المؤيدين والمعارضين على خلفية السجال الدائر حول المهرجان، إذ اعتبر المؤيدون ما يجري «افتعالاً لا جدوى له، وتم إسقاطه من خلال الممانعة الاجتماعية والحضور الكثيف طوال أيام المهرجان الماضية». فيما أوضح الطرف الآخر أنه «كان من الأولى في مثل هذه الظروف العصيبة على الأمة الإسلامية، استغلال هذه المهرجانات في تعليم الأجيال معنى المواساة بدلاً من الرقص»، على حد قولهم. بدوره، قال رئيس مهرجان «واحتنا فرحانة» عبدرب الرسول الخميس ل «الحياة»: «إن المهرجان يتلقى هجوماً سنوياً نابعاً من اختلاف وجهات النظر، التي نحترمها جميعاً، ما لم تتحول إلى تهم وقدح في القائمين والعاملين على تنفيذ هذا المهرجان الذي يُقصد منه الترفيه والتثقيف، مع مطالبتنا الدائمة للمنتقدين بأن يكلفوا أنفسهم بزيارة المهرجان والاطلاع على فعالياته قبل إصدار أحكامهم»، مبدياً أسفه لتحويل «مهرجان ترفيهي ثقافي إلى ميدان تتصارع فيه التيارات، بدلاً من أن يصبح محل اتفاق من أجل خدمة المنطقة وسكانها»، موضحاً أن المعدل اليومي لأعداد زوار المهرجان في الأيام الثلاثة الأولى كان «10 آلاف زائر، على رغم الأجواء الرطبة». ولفت الخميس إلى أن «إدارة المهرجان لديها ميثاق يتم توقيع العاملين والعاملات كافة عليه، ينص على ضرورة التمسك في الآداب العامة، والتقيد بالحجاب الشرعي للنساء. ومن لا يلتزم منهم به فإن الإدارة تنظر في أمره، وقد تستغني عن خدماته»، موضحاً أن «المهرجان مسؤول عن العاملين والعاملات معه ويملك سلطة عليهم، فيما لا نملك أية سلطة على الزائرين والزائرات، وليس لنا عليهم في حال ملاحظتنا أي خطأ إلا تقديم النصيحة». وأشار رئيس المهرجان إلى أن أي عمل يتلقى «هجوماً ونقداً، ولكن الأولى هو التحري والتأكد قبل إلقاء التهم جزافاً»، لافتاً إلى أن ما أثاره «متدينون» من أن المهرجان قدّم فتيات بالغات للرقص في أوبريت الافتتاح، وأن ذلك مخالف شرعاًَ. وقال: «كان حرياً بهم مراجعة إدارة المهرجان وسؤالها عن هذا الأمر، لأننا لم نظهر أية فتاة في الأوبريت إلا وهي ترتدي العباءة الشعبية (البخنق) وهي ساترة لها، إضافة إلى أنهن لم يتجاوزن الحد الشرعي (تسعة أعوام)، وكل ذلك مثبت لدينا بالأوراق الرسمية». كما رفض الخميس في الوقت ذاته تهمة «الاختلاط والسفور»، قائلاً: «الرجال والنساء في كل مكان بجوار بعضهم البعض، في الأسواق وحتى بيت الله الحرام. ونحن نؤكد أننا حريصون على ظهور المهرجان من دون وجود أية مخالفة واضحة للشرع». يذكر أن مهرجان «واحتنا فرحانة» تنظمه بلدية محافظة القطيف بالشراكة مع «لجنة التنمية الاجتماعية». ويقام في واجهة القطيف البحرية على أرض مساحتها تفوق 24 ألف متر مربع، ويشمل فعاليات تراثية وشعبية وفعاليات منوعة موجهة إلى الأطفال، وعروضاً بحرية ومسرحيات ومسابقات ثقافية ومعارض تشكيلية وفوتوغرافية.