علق أحد القراء على إحدى المقالات الخاصة، بضرورة تحديد مهمات المحرم أو ولي الأمر بأن المحرم ضروري جداً لحماية المرأة في المنزل والشارع ومكان العمل، وساق بعض الأمثلة في رده على المقال بأن «المرأة قد تتعرض لسرقة حقيبتها مثلاً فهل ستركض خلف السارق لتأخذ حقيبتها»، واستدرك: «بالتالي طبيعي أن الرجل سيلحق بالسارق ويأتي بحقيبتها» سؤالي: كيف سيركض خلف السارق، وهو يلبس الثوب الضيق الذي نراه والذي لا يمكن الشخص من التنفس فما بالك من الركض؟ كم عدد حالات النساء اللاتي سرقت حقائبهن وكم عدد الرجال أو المحارم الذين ركضوا خلفهم! أقترح أن يعود ليمارس هو وغيره خاصية الإسقاط على المرأة (لماذا تمسك حقيبة؟) وعندما يجد أن السؤال غبي بعض الشيء يختم بقوله: «غلطان اللي يخرجك من البيت أصلاً»! أحد التعليقات الخاصة بمقالي «خوش إصلاح» أولاً «أنتِ يا أختي لست رجلاً لكي تشعري بمشاعر الرجال؟» وردي عليه وأنت لست أنثى حتى تشعر بمشاعر الأنثى التي تبتز في كل خطوة تخطوها، فهي توافق على الزواج من رجل لا تريده، خوفاً على مشاعر والدها وغضبه وتلويحه بالرضا وعكسه، وأنت لست أنثى لتخشى أن يفيق زوجك يوماً ما ويرفض إيصالك لعملك، وأنت لست أنثى لتجد نفسك كطائرة ورقية «من يشاء.. يطلقها من زوجها فله ذلك، ومن شاء يزوجها فله ذلك، ومن شاء سجنها من الوالدين والإخوة الكبار بتهم العقوق والهروب فله ذلك!» وأنتَ أيضاً لست زوجة ولست أنثى لتعلم أن كل حياتك بما فيها علاقتك بأطفالك وعملك وأوراقك الثبوتية وربما البطاقات البنكية متوقفة على رضا ومزاجية الذكر، إن شاء منحك وإن شاء حرمك. أنتَ لست أنثى لذلك لن تتمكن من التوحد معها لتعرف مشاعر الخوف والحيرة واللوم التي تنتابها كل يوم بل كل دقيقة، إن لم تكن كل ثانية. أحد التعليقات التي وصلتني على مقال «خوش إصلاح»: «ليش زعلانة؟ أنا لو من الرجل أنا كنت طلقتها طلاقاً بائناً لا رجعة فيه، لتكون عبرة لغيرها وأطالب بحرمانها من أطفالها، لأنها ليست أماً مؤهلة لذلك» أعتقد بأن الرجل يؤمن بمبدأ «اضرب المربوط يخاف السايب». وعليه فكل أنثى تطالب بحضور مؤتمر علمي أو ثقافي عليها أن تتذكر هذه الحادثة وتتراجع، وعليها أن تختار بين المنزل وواجباته وطموحاتها، حتى لا تطلق على الهواء مباشرة عبر أثير برنامج جديد. أقترح أن يكون موسيقى التتر أغنية عبدالحليم حافظ رحمه الله «توبة» وأن يكون اسمه «تعلمنا الدرس... خلاص»! أختم بسؤال للقراء الأعزاء: ما معنى «لا تطيري بالعجة» قبل أن أتهور وأكتب مقالاً عن معاني «العجة» المقصودة؟! [email protected] @s_almashhady