هيئة المحترفين أظنها كياناً يستبرز مؤخراً في مشهدنا الرياضي «محمدان» محمد النويصر ومحمد المسحل.. كلاهما ينتميان لمرحلة الشباب المتقدم.. تحمس الكثير لهما ورأوا أن وجودهما سيمنح رياضتنا نتاجاً أجمل. كلا الرجلين مجتهد، وكلاهما يحاول أن يصنع شيئاً.. لكن لا أدري لماذا أشعر أنهما واجهة لأسماء تقبع خلفهما ويسيران كل شيء باسمهما وهما لهما الصدارة، وتحمل التبعات أمام الجمهور، ومن خلفهما راض عنهما تماماً ويمنحهما أخضر لا أحمر بعده. محمد النويصر ارتبط اسمه بالقطاع الخاص وبنادي الشباب، وهذا منحه أفضلية الدخول إلى الاتحاد السعودي ومنها لدوري المحترفين.. ووصل إلى الهرم الآسيوي في ذلك.. يحاول الرجل كثيراً لكنه بلا قرار مطلق ووجد نفسه في وجه المدفع، ولأنه هو فتحمل كل شيء.. ولا أظنه يتحمل أكثر..! وهذه مشكلتنا مع القيادات نحملها ما لا تحتمل ونتفرج على سقوطها مبكراً، ونبدأ في البحث عن ضحية أخرى..! محمد المسحل أتى إلى شؤون المنتخبات هرباً من تعصب الأندية.. صاحب حضوره حملة إعلامية ضخمة جعلته حديث الساعة.. وأصبح وده يخطب من كل اتجاه.. وأقنعونا باستقلاليته وعدم تدخل الاتحاد في شؤونه، وقدرته على فعل كل شيء باحترافية.. وأصبح هناك حديث عن تطوير وبرمجة وعالمية اداء.. وكان اختيار المدرب أول الخيبات وتوالت بعدها الأمور.. لكن لا زال الكل صابراً، ولا يملكون إلا الصبر.. حتى يرفع العلم الأحمر، وحينها سينتهي كل شيء وسيسمح بالنقد البناء واللابناء وما بينهما..! وأصبح إعلان تشكيلة المنتخب الأخيرة من قلب «جمعية الأطفال المعوقين» حدثاً ونجاحاً أنسانا إخفاقات وإخفاقات.. ونخرج لنقول نحن لا يهمنا ما حدث، ولكننا نفكر بالقادم وعجبي لقادم نذهب إليه بلا حاضر! قرارات الاتحاد السعودي الأخيرة رمت بكل شيء على كاهل الجمعية العمومية، وكأنها هي التي ستملأ الرياضة عدلاً.. جمعية من نظامها نعرف أنها لن تشق الصف، ولن تخرج من بيت الطاعة.. ورياضتنا بحاجة ماسة لشق الصف، والخروج عن النص، وقول الحق علانية دون غرف مغلقة، ودون ما تحت الطاولة، ودون تحميل وزارة المالية ما لا تحتمل.. وحق لوزارة المالية أن لا تثق في شؤون رياضتنا وتفرض العقبات تلو العقبات. رياضتنا تحتاج إلى استيراد كامل فكراً و أشخاصاً ومؤسسات، وإلا لن يقوم لنا قائمة.. وأتمنى من كل قلبي أن لا ينسينا انتصار المنتخب غداً إن حدث أننا بلا شيء يستحق.. ولن ننافس ب«محمدين» ولا بأمة من «المحمدات». [email protected]