سمح هدوء في القتال بين الجيش الاوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا شرق البلاد أمس، باستئناف 70 خبيراً دولياً البحث عن رفات في موقع حطام الطائرة تابعة الماليزية التي يشتبه في أن صاروخ ارض– جو روسياً أسقطها في منطقة دونيتسك في 17 تموز (يوليو)، ما أدى الى مقتل 298 شخصاً. وكان مسؤولون أوكرانيون قالوا الأسبوع الماضي إن حوالى 80 جثة لم تنتشل بعد من موقع الحادث. وصرح رئيس البعثة الهولندية بيتر ياب ألبسبرغ بأن «عمليات البحث الصعبة جداً التي ينفذها الخبراء الدوليون في الموقع الخاضع لسيطرة الانفصاليين ستستغرق بضعة أسابيع أخرى على الأقل، في وقت يظل الوضع الأمني في الموقع وصف «غير مستقر، ولا يمكن التنبؤ به». وسمع صحافيون في الموقع دوي قصف من دبابة قرب مدينة كيروفسكي التي تبعد عشرة كيلومترات، وشاهدوا أعمدة دخان كثيف ترتفع فوق شاختارسك (25 كيلومتراً). وأوضح ألبسبرغ أن الخبراء يعملون على مساحة 25 كيلومتراً مربعاً، علماً بأن 20 محققاً ماليزياً سيصلون الى الموقع اليوم. في مدينة لوغانسك، حصدت المعارك خمسة قتلى مدنيين خلال 24 ساعة، فيما حذرت بلديتها من كارثة إنسانية في المدينة بسبب انقطاع الماء والكهرباء وخطوط الهاتف والإنترنت، ونفاد احتياطات المحروقات وافتقاد المواد الغذائية، وتوقف دفع الأجور ورواتب التقاعد منذ شهر، فيما أجهزة الصرف الآلي فارغة». وأفادت البلدية في بيان: «تشهد لوغانسك حرباً حقيقية أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من مئة من سكانها. وبعد بضعة أشهر من المعارك والحصار والقصف المتواصل، باتت المدينة على شفير كارثة إنسانية»، علماً بأنها كانت ضمت 500 ألف شخص قبل الانتفاضة الموالية لروسيا. وفي أول اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ فرض عقوبات اقتصادية غربية لا سابق لها على موسكو، أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما «قلقه العميق من تزايد الدعم الروسي للانفصاليين في أوكرانيا». وأشار البيت الأبيض إلى أن بوتين وأوباما اتفقا على أن «الوضع الحالي في أوكرانيا لا يتناسب مع مصالح روسيا والولايات المتحدة». أما الكرملين، فأفاد بأن «الرئيسين اتفقا على ضرورة التوصل الى وقف دائم للعمليات العسكرية جنوب شرقي أوكرانيا، وبدء العملية السياسية بين كييف والانفصاليين». وكان بوتين أكد أن العقوبات الغربية الجديدة على بلاده «ستؤدي الى نتائج عكسية، وتهدد التعاون الروسي- الأميركي والاستقرار العالمي عموماً». على صعيد آخر، دشنت شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في آذار (مارس) الماضي قطاراً جديداً يربطها بموسكو من دون المرور بأراضي أوكرانيا. وقال وزير السياسة الداخلية والإعلام والتواصل في القرم، ديميتري بولونسكي، قبل انطلاق القطار: «الأفضلية الرئيسية للقطار أنه لن يعبر أراضي أوكرانيا الخطرة التي تشهد عمليات عسكرية، ما يعني أننا نستطيع ضمان أمن جميع للمسافرين». والقطار الذي يتألف من تسع مقطورات سيربط يومياً مدينة سمفيروبول في القرم بموسكو في رحلة تتراوح مدتها بين 44 و46 ساعة، ما يوازي تقريباً ضعف الفترة الزمنية بالنسبة الى الخط السابق الذي كان يمر بأراضي أوكرانيا. وسيعبر القطار مضيق كيرتش الذي يصل البحر الأسود ببحر أزوف، وحيث العديد من الموانئ الروسية. وعلى الركاب النزول من القطار وعبور مضيق كيرتش على متن مركب، في وقت تنقل عبارة بنقل القطار ليتابع لاحقاً رحلته إلى أراضي روسيا. ويتسع القطار ل460 شخصاً. وقال مدير السكك الحديد في القرم اندريه كاراكولكين: «نطمح في أن تكون نسبة إشغال القطار مئة في المئة».