تجاهلت روسيا أمس التحذيرات الغربية بفرض عزلة عليها بعد زيادة عديد وجودها العسكري في شبه جزيرة القرم التي باتت تسيطر عليها قوات كومندوس روسية مسلحة. ووجهت روسيا أمس إنذارا للقوات الأوكرانية في القرم ودعتها للاستسلام، وقال المسؤول في وزارة الدفاع الأوكرانية فلاديسلاف سيليزنيف لفرانس برس إن الإنذار هو التالي: اعترفوا بالسلطات الجديدة (الموالية للروس) في القرم والقوا السلاح وارحلوا أو استعدوا للتعرض لهجوم)، موضحا انه يجهل المهلة المحددة للإنذار. بالمقابل وأمام ذلك قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الاثنين إن روسيا ستمضي قدماً في خطط لبناء جسر يربط روسيا مباشرة بمنطقة القرم الأوكرانية التي انتزعت موسكو السيطرة عليها من كييف في الأيام القليلة الماضية. ومن شأن الجسر الذي يجري النقاش بشأنه منذ سنوات الذي سيربط منطقة كراسنودار الروسية بالقرم أن يعطي روسيا وسيلة ربط بشبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود تتفادى المرور ببقية أوكرانيا. وقال ميدفيديف لبرلمانيين إن روسياوأوكرانيا كانتا قد وقعت الوثائق متعلقة بمشروع لإنشاء ممر نقل عبر مضيق كيرتش في ديسمبر عندما كان الرئيس المعزول حالياً فيكتور يانوكوفيتش لا يزال في السلطة. بالمقابل هدد الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس مجدداً بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية الهدف منها عزل روسيا بعد تدخلها العسكري في أوكرانيا، معتبرا أن موسكو تقف في الجانب الخطأ من التاريخ. وقال اوباما في تصريح صحافي لدى بدء لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض أن هناك إجماعا لجهة اعتبار أن روسيا خرقت القانون الدولي في أوكرانيا. واضاف اعتقد أن العالم موحد بشكل واسع لجهة الاعتبار أن الإجراءات التي اتخذتها روسيا تشكل انتهاكا لسيادة أوكرانيا وللقانون الدولي. وقال أيضاً بلهجة تحذيرية ان الرسالة التي نريد إيصالها إلى الروس مفادها انهم في حال مضوا قدما في نهجهم الحالي سنبحث جملة من الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية التي ستعزل روسيا، معتبرا أن هذه الإجراءات سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد الروسي. بدوره أعلن السفير الروسي لدى الأممالمتحدة أمس أن الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش طلب من بوتين مساعدة عسكرية للدفاع عن الشعب الأوكراني. واشار فيتالي تشوركين متحدثا أمام مجلس الأمن إلى رسالة في هذا المعنى وجهها يانوكوفيتش إلى بوتين أكد فيها أن أوكرانيا على شفير حرب أهلية اثر الأحداث التي وقعت في كييف. وأضافت الرسالة التي لفت إليها تشوركين أن هناك أرواحا مهددة وأناسا مضطهدون، مضيفا أن الرئيس الأوكراني السابق طلب استخدام القوات المسلحة للاتحاد الروسي بهدف حماية الشعب الأوكراني. وشدد السفير على أن التدخل الروسي في القرم يهدف فقط إلى الدفاع عن مواطنينا مكررا موقف موسكو. وعلى الأرض بقي الوضع متوترا في شبه جزيرة القرم بين الجانبين حتى وان لم تسجل مواجهات في هذه المنطقة الواقعة جنوبأوكرانيا. وتم محاصرة مواقع استراتيجية وقواعد عسكرية ومطارات ومبان رسمية من قبل مسلحين يعتقد انهم جنود روس.