واصل الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية إضرابهم عن الطعام لليوم العشرين على التوالي، وسط أنباء عن تدهور صحة عدد منهم ونقله الى المستشفى، فيما دخل إضراب الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة يومه ال70، كما دخل إضراب ثمانية أسرى آخرين شهره الثاني. وهدد الاسرى بتصعيد اضرابهم ما لم تلب مصلحة السجون مطالبهم كاملة. في هذه الاثناء، واصلت وفود تضامنية من الفصائل والوزارات والجامعات والمؤسسات زيارة خيمة الاضراب التضامني مع الأسرى في حديقة الجندي المجهول غرب غزة، والاطمئنان على صحة نحو 50 رجلاً، من بينهم عدد من الأسرى المحررين، وأكثر من 20 امرأة واصلوا أمس اضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الخامس على التوالي. وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين في الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في غزة عطا الله أبو السبح إن الحكومة تجري حالياً اتصالات مع مسؤولين مصريين للضغط على إسرائيل وإلزامها تطبيق بنود صفقة تبادل الأسرى الأخيرة ووقف الممارسات القمعية ضد الأسرى. وأضاف أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بحث خلال زيارته الأخيرة للقاهرة قضية الأسرى ودعمها على المستوى الدولي. وخرجت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن صمتها في محاولة لتفسير الصمت الطويل ازاء قضية الأسرى، وقال الناطق باسمها في غزة أيمن الشهابي: «نشارك أهالي الأسرى القلق في خصوص ابنائهم في سجون الاحتلال»، مضيفاً أن اللجنة «تقوم بدورها المنوط بها، وهو زيارة الأسرى وتذكير السلطات الإسرائيلية بالمعايير الدولية لوضع الأسرى في السجون». ورد على اتهامات أهالي الأسرى للجنة بالتقصير في الدفاع عن أبنائهم، بالقول ان اللجنة «تقوم بزيارات متكررة وتطمئن على الوضع الصحي للأسرى ونقل النتائج الى السلطات المسؤولة وتذكيرها بالمعايير الدولية». وقالت الإذاعة العبرية أمس أن «المنظومة الأمنية الإسرائيلية تخشى من تدهور صحة الأسير بلال دياب» الذي نقل إلى مستشفى «هروفيه» الأسبوع الماضي بعد تدهور حالته الصحية، ورفضه التعاون مع طاقم المستشفى بسبب عدم عرضه على طبيب خارجي، وعدم السماح له بلقاء عائلته وتكبيله بالقيود. وكانت اللجنة المركزية لقيادة الأسرى في سجون الاحتلال أصدرت ليل السبت - الأحد بياناً قالت فيه إن «الأسرى تعاهدوا مقسمين على ألا يوقفوا إضرابهم من دون تحقيق مطالبهم، وأهمها إنهاء سياسة العزل والسماح بزيارات غزة والممنوعين». وأضاف أن «الأسرى يمرون بمرحلة خطرة وحساسة يجازفون خلالها بحياتهم في مقابل كرامتهم»، معتبراً أن «العبث بمطالب الأسرى واستثمار إضرابهم لتحقيق أغراض شخصية أو حزبية يُعتبر خيانة وطعنة في الظهر». ونفى أي اتفاق مع إدارة مصلحة السجون أو ما يسمى لجنة «جباي» في شأن الموافقة على نسبة معينة من مطالب الأسرى، مشيراً الى أنها محاولة للالتفاف على الإضراب. وفيما وصف رئيس نادي الأسير قدورة فارس ما أُعلن عنه عن استجابة إدارة المصلحة لمطالب الأسرى بأنه كلام «عار عن الصحة»، قالت لجنة الحوار الفصائلية والهيئة القيادية العليا للإضراب انه «في حال لم تتعاط مصلحة السجون مع مجمل مطالب الاسرى في شكل إيجابي وحاسم بعيداً من المناورة والتسويف، فإنهم سيتخذون عدداً من الخطوات التصعيدية الخطيرة التي من شأنها أن تغير قواعد اللعبة وتقلب الأمور رأساً على عقب ... من بينها امتناع الأسرى المضربين عن تناول الفيتامينات المقدمة من أطباء السجون حتى لا يخضعوا للمساومة والابتزاز على حساب مطالبهم، اذ امتنع فعلاً 35 أسيراً (أول من) أمس عن تناول هذه الفيتامينات والوقوف أثناء العدد (عدّهم من السجانين)، وتم تجهيز عدد من الأسرى الاستشهاديين الذين سيمتنعون تماماً عن شرب الماء».