واصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي أمس إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم التاسع عشر على التوالي، في وقت استمر عشرات المتضامنين «الغزيين» في إضرابهم المفتوح عن الطعام، فيما يتوقع أن تعقد الجامعة العربية اليوم اجتماعاً عاجلاً للإطلاع على قضيتهم. في هذه الأثناء، قال وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع ل «الحياة» إن على الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لمطالب الأسرى المضربين في اليومين المقبلين، وإلا فإنها تكون حكمت عليهم بالإعدام. وأوضح قراقع ل «الحياة» أن ثمانية أسرى مضربين عن الطعام منذ نحو 70 يوماً «في خطر شديد»، وأن «أي ساعة قد تحمل أنباء غير سارة عن أحدهم». وأضاف: «الأسرى لا يتناولون سوى الماء، وهم في خطر شديد، ولم يبق أمامهم سوى النهاية المحتومة، وإذا لم تسارع الحكومة الإسرائيلية إلى الاستجابة لمطالبهم، فإنها تكون قد أصدرت عليهم حكماً بالموت». وتابع أن لجنة عسكرية شكلتها السلطات الإسرائيلية للتعامل مع إضراب الأسرى تجري زيارات للسجون المختلفة وتلتقي لجان الإضراب لعرض موقفها من مطالبهم. وقال إن الردود الإسرائيلية على المطالب تتسم بالتأجيل، خصوصاً للطلبيْن الرئيسييْن، وهما إنهاء العزل والسماح لعائلات أسرى قطاع غزة بزيارتهم. لكنه اعتبر أن الموقف النهائي من ذلك يعود للأسرى أنفسهم. فعاليات شعبية في هذه الأثناء، تواصلت أمس الفعاليات الشعبية في الأراضي الفلسطينية تضامناً مع الأسرى، وشهدت المدن والقرى والمخيمات مسيرات واعتصامات تضامنية مع الأسرى. ووزعت أمس صورة لأحد الأسرى المضربين عن الطعام التقطت بجهاز خلوي مهرب إلى داخل السجن، وبدا شاحباً وفي حال إعياء شديد، وبرزت عظام صدره وكتفه ووجهه بسبب تآكل جسده. وفي غزة، وعلى أسرة في خيمتين منفصلتين في حديقة الجندي المجهول، بدا الإعياء واضحاً على نحو 50 رجلاً و23 امرأة يخوضون إضراباً تضامنياً عن الطعام منذ الأربعاء الماضي. ونقل الأسير المحرر في صفقة التبادل الأخيرة روحي مشتهى إلى المستشفى مرتين خلال الساعات ال 24 الأخيرة لتلقي العلاج نتيجة الإضراب. وبنى المضربون والمعتصمون جدران الخيمتين من مئات صور الأسرى والأسيرات بأحجام مختلفة غطت مساحات واسعة من حديقة الجندي المجهول، في وقت أمّ كثير من «الغزيين» الخيمتيْن للتضامن مع الأسرى. مفاجأة سجن النقب في غضون ذلك، أعلن الأسرى في سجن النقب الصحراوي أنهم بصدد رفع العدد المشارك في الإضراب المفتوح عن الطعام «في شكل يفاجئ مصلحة السجون خلال الساعات ال 48 المقبلة». وأوضحوا في بيان: «إننا على وشك الإقدام على خطوة استراتيجية غير مسبوقة في تاريخ حركتنا الأسيرة، فمنذ نحو أسبوعين والحركة الأسيرة تخوض معركة الأمعاء الخاوية في ظل هذا الصلف الإسرائيلي المستمر والمتصاعد من خلال تكثيف عمليات التنكيل والاعتداء على الأسرى المضربين، حتى وصل الأمر إلى اشتراط العلاج الصحي بوقف الإضراب». وأضاف البيان أن «عدداً من الأسرى المرضى في حال حرجة سيبدأ إضراباً مفتوحاً عن الطعام خلال ال 48 ساعة لزيادة الضغط على إدارة مصلحة السجون»، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الحركة الأسيرة. رسالة إلى الأممالمتحدة وفي نيويورك (أ ف ب)، أبلغ السفير الفلسطيني لدى الأممالمتحدة رياض منصور مجلس الأمن مساء أول من أمس أن عشرة أسرى مضربين عن الطعام نقلوا إلى المستشفى في حال خطرة. وقال في رسالة إلى الرئيس الدوري لمجلس الأمن سفير أذربيجان اغشن مهدييف إن «حياة عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ ما بين 59 إلى 67 يوماً أصبحت في خطر». وأشار إلى عشرة أسرى في سجن الرملة تطلبت «خطورة وضعهم الصحي» نقلهم إلى مستشفى السجن. وأشار خصوصاً إلى بلال دياب وثائر حلاحلة المضربين عن الطعام منذ 29 شباط (فبراير) الماضي، وقال إنهما يعانيان خصوصاً من «نقص كبير في الوزن وتوتر عصبي ونقص في المياه وانخفاض بضغط الشرايين». وأضاف أن «إسرائيل مسؤولة عن صحة هؤلاء الأسرى» كما يتوجب على مجلس الأمن أن يذكرها ب «واجباتها الشرعية في هذا الخصوص».