جدد قرار وزير الإعلام المصري اللواء أحمد أنيس منْعَ ظهور المحامي السلفي المُبعد من سباق الرئاسة حازم صلاح أبو اسماعيل على شاشة التلفزيون الرسمي مساء أول من أمس، الحديث مجدداً عن علاقة التبعية بين السلطة والإعلام المملوك للدولة، قبل أيام من بدء أول انتخابات حقيقية للرئاسة في مصر. وكثيراً ما حاصر محتجون مبنى «ماسبيرو» المطل على نيل القاهرة والذي يضم مقر الإذاعة والتلفزيون، احتجاجاً على ترويج الإعلام الحكومي اتهامات كاذبة للثوار قبل سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك، ثم رفضاً لسيطرة المجلس العسكري على الإعلام الذي وضع لواء على رأس وزارته وكلف قريبين منه بإدارة مفاصله الرئيسة. وشن أسامة كمال مقدم البرنامج الحواري الأبرز على التلفزيون الرسمي «نادي العاصمة»، هجوماً شرساً على وزير الإعلام في بداية الحلقة مساء أول من أمس، على خلفية قرار اللواء أنيس بمنع أبو إسماعيل من الظهور في برنامجه، قبل التوقيت الذي كان محدداً لظهوره بثلاث ساعات. وقال كمال إنه أجرى اتصالاته بقريبين من المجلس العسكري الحاكم ليستفسر عما إذا كان رئيس المجلس المشير حسين طنطاوي هو من أمر بعدم استضافة أبو إسماعيل من عدمه، «وكان الرد أن المشير لا علاقة له بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد، وأن وزير الإعلام هو صاحب القرار». وأوضح أن أبو إسماعيل قبل دعوته للظهور على شاشة التلفزيون الرسمي، لكنه أقر بأن «التلفزيون المصري له اصحاب»، في إشارة إلى تدخلات الوزير. وأضاف أن «وزير الإعلام قرر منع أبو إسماعيل، وقال على لسان قياداتنا هاتوه (استضيفوه) بعد انتخابات الرئاسة». ورد الإعلامي على قرار الوزير باستخدام مثل شعبي شائع في مصر قائلاً: «سيادة الوزير، بعد العيد لا يؤكل الكعك». وفور انتقاد كمال لقرار الوزير، انسحب الداعية الإسلامي صفوت حجازي والناطق باسم جماعة «الإخوان المسلمين» محمود غزلان، بعد أقل من 10 دقائق من بداية الفقرة التي كانت مخصصة للحديث عن دور التيارات الإسلامية في ما يحدث على الساحة السياسية الآن. لكن وزارة الإعلام نفت صدور قرار بمنع أبو إسماعيل من الظهور، وأشار بيان إلى أن «اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات الرئاسية كانت حددت أوقاتاً بعينها لكل المرشحين حرصاً على الحياد، وذلك قبل استبعاد أبو إسماعيل من الترشح». وجاء انسحاب الضيفين على الهواء مباشرة تضامناً مع مقدم البرنامج. وأكد غزلان أن «الثورة لم تصل إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون بعد، وأن وجود وزير للإعلام يمنع شخصيات معينة من الظهور يؤكد أن الفساد لا يزال موجوداً في ماسبيرو»، موضحاً أن «أبو إسماعيل مواطن مصري ومن حقه الدفاع عن نفسه والرد على الاتهامات التي وجهت إليه في أحداث العباسية». وأعرب حجازي عن حزنه الشديد لما تعرض له الإعلامي كمال من إحراج على الهواء، بسبب منع وزير الإعلام لأبو إسماعيل من الظهور. وقال: «لا يشرفني أن أتواجد في هذا المبنى بعد ما حدث معك ومع أبو إسماعيل».