لم يتعدّ خطاب خادم الحرمين الشريفين ساعة من الزمان، حتى انتشر صداه وانعكاساته بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، كما تنتشر النار في الهشيم، بحسب وصف القاضي الشرعي عضو مجلس الشورى الشيخ الدكتور عيسى الغيث. وأوضح الغيث ل«الحياة» أمس، أن الجميع «ينتظر المزيد من الانعكاسات خلال الساعات المقبلة، مؤكداً أن مضمون الخطاب لن يُرضي من وصفهم بقوى الشر، لاسيما إسرائيل وإيران ومنظمات القاعدة و«داعش» والحوثيين وحزب الله والبقية، في الوقت الذي وجّه الخطاب العتب على ما وصفه بالتقصير الكبير من العلماء والدعاة المفكرين والمثقفين في مواجهة الإرهاب. وأفاد بأن الخطاب كشف عدم جدية العالم في مكافحة الإرهاب، إذ قال: «إن بعض الدول تستفيد منه، مثل أميركا بدعمها للإرهاب الإسرائيلي، وإيران بدعمها للإرهاب الصفوي، إضافة إلى دعمها الإرهاب السنّي ممثلاً في «القاعدة» و«داعش»، لأنه يحقق أجندتها بتشويه سمعة السنّة، وإثارة الفتنة بينهم، وبث الفوضى في بلاد العرب، لتسهيل تغلغلها وتمددها، ولذا تخاذلت كل الدول عن الوقوف مع السعودية في مبادرتها لإقامة المركز العالمي لمكافحة الإرهاب». وبيّن أن متبنيّ التحزبات في حسابات مواقع التواصل الاجتماعي -كالعادة- يلتفون على الخطاب، ويحاولون جاهدين تفريغه من محتواه، وتبرئة أنفسهم من المسؤولية، وحرف التهمة لأعداء «الإخوان» إن كانوا إخوانيين، ولأعداء «داعش» إن كانوا داعشيين. ولفت إلى أنه لا شك في أن الإرهاب اليوم بلغ مداه وملّه الناس وبدأوا يلفظونه، كما هو حاصل تجاه «داعش» وخليفته وتصرفات عناصره الإرهابية. وجاءت كلمة الملك -وفقاً للغيث- في وقت حساس يشهد فيه العالم إرهاباً كبيراً من دول مثل إسرائيل وإيران وسورية والعراق، وإرهاباً آخر من منظمات إسلامية، مثل «القاعدة» و«داعش» ونحوهما، وكذلك منظمات غير سنيّة، مثل الحوثيين والفصائل الشيعية في العراق ولبنان، مضيفاً: «بالتالي، أقام الملك الحجة على الجميع، وبقي علينا كعلماء ومفكرين ومثقفين أن نواجه الإرهاب بأقلامنا وألسنتنا ومقالاتنا وتغريداتنا وفتاوانا وخطبنا ومحاضراتنا وجامعاتنا ومساجدنا وبيوتنا، ونعلن النفير العام للبراءة من الإرهاب بكل أشكاله، والنفير لمكافحته بالحكمة والعدل بالحزم والحسم، ولا عذر لصامت ولا متفرج.