طهران، تل ابيب – أ ب، رويترز، ا ف ب – أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس، أن احتمال تنظيم انتخابات نيابية مبكرة في الدولة العبرية، لن يقوّض قدرتها على شنّ هجوم على إيران، التي أبدت «دهشتها» من حديث رئيس الأركان الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف عن إمكان أن تشكّل طهران تهديداً لأمن موسكو. وقال باراك: «الانتخابات لن تؤثر في المشاورات على المستوى المهني في كل ما يتعلق بالملف الإيراني، والسلطة التنفيذية ستواصل عملها خلال تلك الفترة». واضاف: «هذه المسألة تؤخذ بجدية بالغة، واحتمال الضربة العسكرية هو بين الخيارات المطروحة على الطاولة». أما وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعلون، فشدد على أن «الانتخابات ليست مرتبطة بالملف الإيراني، وإذا وجب علينا اتخاذ قرار، سنفعل». ويُجري مستشار الأمن القومي الاسرائيلي ياكوف أميردور محادثات في عواصم أوروبية، في شأن المحادثات بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي. ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي قوله: «نقول ل(أميدرور) إننا نحتاج وقتاً». وأوردت صحيفة «معاريف» أن ثمة تكهنات بأن الملف النووي الايراني سيحظى بوزن مهم خلال المعركة الانتخابية، مذكّرة بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل مناحيم بيغن اتخذ قرار تدمير مفاعل «تموز» النووي العراقي، قبل شهر من الانتخابات النيابية في إسرائيل عام 1981، وفاز فيها، بعدما كانت استطلاعات الرأي تؤكد فوز حزب العمل. تزامن ذلك مع محادثات أجراها وزير الخارجية الياباني كويشيرو مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان. وقال ناطق باسم غيمبا إن الأخير قال لنتانياهو إن «الصبر سيكون ضرورياً للتعامل مع الملف النووي الايراني، وردّ نتانياهو بأن اسرائيل لا تريد حرباً». وذكّر غيمبا ليبرمان بأن «ضغوطاً تُعتبر سابقة» تُمارس على طهران، وبدأت تعطي مفعولها، معتبراً أن الخيار العسكري «قد يحدث ارتباكاً سياسياً جديداً وتوترات في المنطقة، اضافة الى منح ايران ذرائع جديدة لمواصلة برنامجها النووي». لكن الاذاعة الاسرائيلية بثت أن ليبرمان قال لغيمبا إن الضغط على ايران لا يجدي، مضيفاً انها «لم توقف برنامجها النووي حتى ليوم واحد، وتضاعف تخصيب اليورانيوم». إيران - روسيا في فيينا، قال محمد مهدي اخوندزاده، نائب وزير الخارجية الايراني، ان بلاده «مستمرة في تفاؤلها في شأن المحادثات» مع الدول الست، لكنه شدد على «الأمة الإيرانية العظيمة لن تتخلى أبداً عن حقها الثابت في الاستخدام السلمي للطاقة والتكنولوجيا النووية». واعتبر السفير الايراني في موسكو محمود رضا سجادي، الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد نفط من طهران «تهديداً ببندقية خاوية». وانتقد سجادي «حديث رئيس الأركان الروسي نيكولاي ماكاروف عن احتمال تهديد إيران أمن روسيا»، مشيراً الى أن ذلك «أثار دهشة طهران». وأسِف ل «مقارنة الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن روسيا من حلف شمال الأطلسي، مع هذا التهديد المصطنع، واعتبار ايران -البلد الصديق لروسيا- عدواً لن يقلل خطر الحلف الأطلسي على روسيا». الى ذلك، رفض صندوق النقد الدولي الخضوع لضغوط «حملة» أطلقتها مجموعة «معاً ضد التهديد النووي الايراني»، تطالبه ب «إقفال حسابه في المصرف المركزي الايراني الذي تطاوله عقوبات، او بتجميد عضوية ايران في الصندوق». وقال ناطق باسم الصندوق: «لا شيء في أنظمة العقوبات للاتحاد الاوروبي او الولاياتالمتحدة (ضد طهران)، يناقض التدابير» التي يتخذها الصندوق مع ايران. واوضح ان «الصندوق لا يملك أموالاً بالعملة الايرانية في المصرف المركزي. هذه الأرصدة مصدرها الحصة الإلزامية لإيران، بفعل انضمامها الى الصندوق». على صعيد آخر، حضّ مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي مواطنيه على «المشاركة الواسعة» في الدورة الثانية من الانتخابات النيابية، والمقررة غداً، معتبراً أن «الشعب الايراني سيثبت بذلك للعالم وعيه مجدداً، وأنه يقدر الظروف ويفهم المرحلة المقبلة». وقال: «الشعب الايراني متواجد في الساحة ويمتلك البصيرة والوعي ويعرف عدوه جيداً، ولا ينخدع بتظاهر العدو بالصداقة».