حذّر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، من أن ايران تطوّر صواريخ قادرة على ضرب لندن، واعتبر أن توجهها لامتلاك قنبلة نووية يشكل تهديداً مباشراً محتملاً للمملكة المتحدة. وقالت صحيفة (ديلي ميل) امس الأربعاء، إن تحذيرات كاميرون هي المرة الأولى التي يقترح فيها مسؤول بريطاني أن إيران قد تكون قادرة على شن هجوم مباشر ضد المملكة المتحدة، كما أنها حرّكت بريطانيا خطوة أقرب للحرب ضد طهران. وأضافت أن كاميرون أبلغ لجنة الارتباط في البرلمان البريطاني أن "الحكومة الايرانية تسعى لتطوير صواريخ عابرة للقارات"، وشدد على أن العمل العسكري ضد طهران "ما زال خياراً محتملاً ولم يتم استبعاده من الطاولة". ونسبت الصحيفة إلى كاميرون قوله أمام لجنة الارتباط المكونة من رؤساء اللجان البرلمانية "لا أعتقد أن السلاح النووي الإيراني يهدد إسرائيل فقط، ومن الواضح أنه يمثل أيضاً تهديداً خطيراً للمنطقة لأن من شأنه أن يؤدي إلى سباق للتسلح النووي فيها". وأضاف رئيس الوزراء البريطاني أن "خطر السلاح النووي الإيراني يمتد إلى نطاق أوسع بسبب وجود مؤشرات بأن الايرانيين يريدون امتلاك نوع من قدرات الصواريخ العابرة للقارات". وأشارت الصحيفة إلى أن تحذير كاميرون يحاكي تبني الحكومة العمّالية السابقة لحرب العراق، حين أعلن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير خطأً أن نظام صدام حسين كانت لديه القدرة على شن هجوم بالأسلحة الكيميائية ضد القواعد العسكرية البريطانية في قبرص خلال 45 دقيقة من صدور الأوامر. من ناحية اخرى اعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن شكوكه الاربعاء في رغبة ايران بالتفاوض حول برنامجها النووي المثير للخلاف فيما ستستأنف قريبا مناقشات متعددة الاطراف مع القوى العظمى. وقال جوبيه ساخرا في تصريح ادلى به على شبكة اي. تيلي التلفزيونية الفرنسية، "لدي بعض الشكوك لأنكم عندما تنظرون الى المهزلة التي شكلتها الانتخابات في ايران، اي فوز ما يسمى المحافظين، نتوصل الى خلاصة مفادها ان (الرئيس محمود) احمدي نجاد معتدل او ليبرالي". واضاف "اعتقد ان ايران ما زالت تتحدث لغتين. هذا هو السبب الذي يحملنا على ان نبقى متشددين في العقوبات التي اتخذناها وهي من وجهة نظري الوسيلة الفضلى لتجنب خيار عسكري يمكن ان تنجم عنه عواقب غير محسوبة". واقترحت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون الثلاثاء على طهران، باسم مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا والصين) استئناف المناقشات حول برنامجها النووي، لكنها لم تحدد موعدا. من جانب آخر عبر رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي ياكوف اميدرور الاربعاء عن ارتياحه لقرب استئناف الحوار بين الدول الكبرى وايران بشأن برنامجها النووي لكنه حذر من احتمال فشل هذه المحادثات. وقال اميدرور للاذاعة الاسرائيلية العامة "انني سعيد جدا باستئناف المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى خصوصا اذا افضت الى تخلي ايران عن برنامجها النووي، لكن علينا الاستعداد لفشلها". وحذر من انه "اذا لم يكن هناك بديل عسكري، فانهم (الايرانيون) لن يتخلوا عن برنامجهم النووي". بدوره شكك رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني الأربعاء في الخروج بأي نتائج من المحادثات النووية . ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن علي لاريجاني القول في لقاء اقتصادي محلي :"إذا أرادوا أن يستمروا ( القوى العالمية) في أسلوبهم السابق أو السعي للحصول على مزايا من خلال التهديدات حينئذ لن تحقق المحادثات المقبلة أي إنجازات". وقال لاريجاني ، الذي سبق أن شغل منصب كبير مفاوضي الملف النووي لبلاده بين عامي 2005 و 2007 ، :"القوى الغربية تعرف جيدا أن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية ويقولون ان إيران لا تمتلك هذه الأسلحة ، إلا أنهم يواصلون ممارسة الضغوط". واتهم لاريجاني هذه القوى بأنها تكيل بمكيالين ، ووصفها بأنها لا تحرك ساكنا تجاه دول تمتلك بالفعل قنابل ذرية ولا تتعاون مع المنظمات الدولية ذات الصلة مثل إسرائيل ، وذلك على عكس إيران. وأضاف :"إذا استمرت هذه الدول على سياسة الكيل بمكيالين ، فإنها لن تستفيد أي شيء من المحادثات المقبلة".