يعد اليوم برنامج «إثراء المعرفة» الذي انطلق أخيراً في الرياض، علامة بارزة في تثقيف المجتمع، نظراً إلى جدية ما يطرحه من معارض استقطبت جمهوراً كبيراً ومن فئات عمرية عدة، وتبدأ الرحلة مع هذا البرنامج عندما يعبر الزائر من المدخل الجنوبي ليستقبله متطوعون يطلبون من الأسرة التي تصطحب أطفالاً التوجه يميناً إلى «كاونتر تسجيل الأطفال»، وتعمل فيه عدد من الفتيات المتطوعات، ويسلمن الزائر كتيب البرنامج وهو بعنوان «عوالم جديدة، من الثقافة والمعرفة»، ويشمل خريطة واضحة للموقع كمداخل المعارض بدءاً من معرض «أسماء الله الحسنى»، يليه معرض «كفاءة الطاقة»، ومعرض «ألف اختراع واختراع»، وبينها جناح «أستوديو المبدعين» و«أستوديو البارعين» و«عالم الليجو» و«قهوة الفن»، إضافة إلى خيمة ضخمة تجاور المقر من جهة الشمال تضم «قرية السلامة المرورية»، تجاورها خيمة ضخمة أخرى تضم «ساحة المطاعم الثانية». وجاء في الكتيب أن: «إثراء المعرفة عبارة عن فعاليات عصرية متعددة ذات طابع ثقافي، علمي، إبداعي، وترفيهي، مصممة بعناية لكل أفراد الأسرة، وهي جزء من برنامج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي تقوم أرامكو بإنشائه في مدينة الظهران، وتقدم في إطار آمن وجذاب يراعي قيم المجتمع السعودي، يستهدف تنمية الوعي للإسهام في الجهود الوطنية للتحول إلى مجتمع المعرفة». يذكر أن برنامج «إثراء المعرفة» يهدف إلى تكريس التعليم بالترفيه، والعمل التطوعي من خلال تقديم تجربة فريدة تجمع بين الجاذبية والثراء المعرفي، والتعليم بالترفيه يقوم بإعادة تعريف العلاقة بين المحتوى المعرفي والمتلقي من خلال فعاليات تفاعلية مختلفة تجمع بين الترفيه والتعليم، وتحث على المشاركة والاستكشاف، ويسهم التعليم بالترفيه في تكوين وعي بالمسؤوليات الاجتماعية من خلال تقديمه في قوالب معرفية إبداعية تلائم جميع الفئات العمرية للوصول إلى مستقبل أفضل. أما معرض كفاءة الطاقة فيتقصّى أكبر تحديات المجتمع السعودي، وهو ارتفاع مستويات استهلاك الطاقة ونموها في المملكة، ويعرّف بأهم طرق ترشيد وتوفير الطاقة من خلال وسائل فعّالة ومشوقة من أجل الحفاظ على موارد الطاقة الثمينة لأجيال المستقبل. وفي قرية السلامة المرورية يتلقى الأطفال تجربة فريدة تمكنهم من تعلم قوانين وأنظمة وقواعد السلامة المرورية وتطبيقها مباشرة عبر تجربة قيادة سيارة في سن باكرة، وفي جو تعليمي ممزوج بالمرح، إذ يواجه الأطفال حالات مرورية متنوعة إن تمكن الطفل من اجتيازها بنجاح سينال رخصة قيادة تؤهله لقيادة المركبة بأمان في المستقبل. كما يوجد «معرض أسماء الله الحسنى»، وهو يحوي تقنيات عرض متنوعة، منها المرئي رباعي الأبعاد والمسموع، إذ يأخذ الزوار في جولة إيمانية وروحانية تعرّفهم بخالق هذا الكون العظيم، وبعض من أسرار مخلوقاته وقدرته تعالى في الكون والطبيعة، ويسعى المعرض إلى إبراز العمق الثقافي لأسماء الله الحسنى ومعانيها، ويحفز على التفكر بأثرها في حياة الأفراد وسلوكهم. أما «ألف اختراع واختراع» فيكتشف الزائر ألف عام من الإنجازات العلمية والثقافية في الحضارة الإسلامية التي امتدت من جنوب إسبانيا إلى الصين منذ القرن السابع الميلادي، كما يطلع على تجارب تعليمية وتفاعلية مشوقة ورائدة عالمياً، تهدف إلى بث روح الفضول والمعرفة لتلهم الجيل الجديد لبناء مستقبل أفضل. ويقوم «أستوديو البارعين» بمشاركة الزائر في تجارب ابتكار علمية وهندسية ممتعة تشجع على الاستكشاف والإبداع والتعاون مع الآخرين، وتم تطوير أستوديو البارعين في «الأكسبلوريتوريوم» بمتحف العلوم والفنون في سان فرانسيسكو، وكذلك في «أستوديو المبدعين» الذي يعد منافسة إبداعية تقام للمرة الأولى بالتعاون مع موقع «youtube»، إذ يتاح للزائر من خلاله إظهار مواهبه في الإنتاج الإبداعي لصناعة فيديو يسهم في التغيير السلوكي الإيجابي في المجتمع، وعند انتهاء المنافسة سيتم رفع الأعمال إلى موقع «youtube» الذي يملك أعلى مشاهدة على الإنترنت في العالم. أما «قهوة الفن» فيحوي مجموعة من ورش العمل في الفن التشكيلي والخط العربي والحرف التراثية تقدم من فنانين بارعين. ويهدف إلى إيجاد حوار حول الفن بين الأجيال، وتقديمه بوصفه عنصراً من عناصر التعبير عن الهوية الثقافية للمجتمع السعودي. كما يوفّر بيئة إبداعية تحتضن العائلة ككل، وتسهم في تعزيز القدرة على التعبير وتكوين الشخصية عند النشء. وهناك مسابقة رسوم الأطفال «وطننا أمانة»، وتعد أقدم مسابقات رسوم الأطفال في المملكة، فهي في عامها ال32، ويتعرف الأطفال في هذه الدورة على القيم الوطنية وتعزيزها وتعميق مفهوم المواطنة، ثم يطلب منهم التعبير عن الموضوع من خلال الرسم والمشاركة في المسابقة، ثم فرصة الفوز بجوائز قيمة، كما تحفّز الأطفال على التعبير عن تصوراتهم بطريقة إبداعية من خلال الرسم الحر والتعبير عن حب الوطن وتعزيز قيم النزاهة والمسؤولية الاجتماعية من أجل مستقبل هم جزء منه. ومن المتوقع أن يسجل البرنامج نحو 70 ألف ساعة تطوع يقدمها أكثر من 500 متطوع ومتطوعة.