تجددت الاشتباكات الخميس في محيط مطار طرابلس في ليبيا حيث هاجم مسلحون المنطقة مستخدمين أسلحة صغيرة وثقيلة، وفق ما أفاد مدير أمن مطار طرابلس الجيلاني الداهش لوكالة "فرانس برس". وقال الداهش إن عددا من رجاله أصيب بجروح، الاّ أنه لم يكشف عن تفاصيل. وقتل 100 شخص على الأقل وأصيب 400 آخرين منذ اندلعت معارك المطار في 13 تموز (يونيو) الماضي. وقال شهود عيان إن قتالا وقع كذلك على الطريق المؤدية الى المطار في ضاحية غربية في طرابلس الخميس، فيما سمع دوي انفجارات عدة في وسط المدينة. وترددت أصداء انفجارات القذائف المدفعية والمدافع المضادة للطائرات منذ الصباح الباكر بعد يوم على موافقة الفصائل على هدنة تسمح لرجال الاطفاء باخماد حريق اندلع في أحد مخازن الوقود جراء إصابة أحد الخزانات بصاروخ، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز". وقال سكان محليون وضباط في الجيش إن تحالفا من المقاتلين الاسلاميين والثوار السابقين هجموا على قاعدة للقوات الخاصة في شرق بنغازي وأجبروا الجيش على التراجع. وأشار السكان الى إن "لا وجود ملحوظ للجيش أو الشرطة في المدينة" اليوم بعد يومين على قيام مقاتلين ينتمون لجماعة "أنصار الشريعة" و "ائتلاف الثوار" السابقين المعروف بمجلس شورى بنغازي بالاستيلاء على قاعدة رئيسية للقوات الخاصة. وينحصر معظم القتال بجنوب طرابلس حيث تتبادل الفصائل المتنازعة صواريخ "غراد" وقذائف المدفعية ونيران المدافع بين المطار الذي تسيطر عليه كتائب مقاتلي "الزنتان" والجيوب التي يسيطر عليها خصومهم كتائب مقاتلي "مصراتة". وازاء الفوضى المنتشرة في البلد، أجلت فرنسا نحو 40 من رعاياها وسبعة بريطانيين من ليبيا عن طريق البحر، بعد قرارات اتخذتها دول غربية عدة منها الولاياتالمتحدة وهولندا وكندا وبلغاريا واليونان والفيليبين بإجلاء طواقمها الدبلوماسية. وأعلنت السلطات الفيلبينية الخميس استعدادها لإجلاء 13,000 من مواطنيها من ليبيا بسبب تصاعد العنف وبعد قطع رأس عامل فيليبيني واغتصاب ممرضة فيليبينية. ويتوجه وزير الخارجية الفيليبيني البرت ديل روزاريو الى تونس المجاورة لتنظيم عملية إجلاء المواطنين الفيليبينيين. وحيال تدهور الوضع، أعلنت اسبانيا الخميس إجلاء موقتا للعاملين في سفارتها في العاصمة الليبية بعد يومين على إجلاء 37 اسبانيا وأقاربهم بناء لطلبهم. وقالت وزارة الخارجية في بيان "اتخذت مدريد قراراً بإجلاء السفير والعاملين في السفارة الاسبانية في طرابلس بشكل مؤقت" بسبب "تدهور الاوضاع الامنية" في العاصمة الليبية. وأضحت أن السفارة لن تغلق وأن القائم بالأعمال سيتولى الأمور فيها. وأضافت "اسبانيا واثقة من أن نهاية حالة انعدام الإستقرار في ليبيا باتت قريبة وتجدد دعوتها لوقف لاطلاق النار في أسرع وقت ممكن"، مؤكدةً "دعمها للبرلمان الجديد والتزامها بمواصلة العمل مع شركائها الدوليين لتعزيز الديموقراطية والاستقرار في البلاد". ولم تتمكن الحكومة المركزية الهشة في ليبيا وجيشها الحديث النشأة بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بحكم القذافي من فرض سيطرتها على الكتائب المسلحة للثوار السابقين الذين باتوا صناع القرار السياسي في البلاد.