أنهى الرئيس النمسوي هاينز فيشر زيارته الرسمية للبنان بتفقد وحدة بلاده العاملة في قوات «يونيفيل» حيث اجتمع مع قائد القوات الدولية الجنرال باولو سييرا، وبمشاركته في أعمال «المنتدى الاقتصادي اللبناني – النمسوي» الذي عقد أمس، في فندق «فينيسيا». وحضر المنتدى وزير المال اللبناني محمد الصفدي، ورئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة للدول العربية عدنان القصار، وعدد من رجال الأعمال اللبنانيين وأعضاء الوفد الاقتصادي النمسوي. وأكد نائب رئيس الغرفة التجارية النمسوية الاتحادية ريتشارد تشنز «أهمية موقع لبنان كجسر بين الشرق والغرب»، منوها ب «قدرته العالية على جذب السياح والمستثمرين الأجانب»، لافتاً إلى أن «الاقتصاد النمسوي حقق نمواً كبيراً في الأعوام الأخيرة ولبنان لعب دور الوسيط التجاري مع الأسواق المجاورة، واحتل المرتبة الثانية عشرة في قائمة الشركاء التجاريين العرب للنمسا عام 2011، واحتلت صادرات النمسا إلى لبنان المرتبة الثانية عشرة بين دول الاتحاد الأوروبي ال 27، ما يشير إلى توافر إمكانات كبيرة لتعزيز العلاقات بين رجال الأعمال اللبنانيين والنمسويين في المستقبل ولا سيما في قطاعات البنى التحتية والصناعة والطاقة». وتحدث القصار عن دور الاتحاد العام «في بناء إطار مؤسسي لتنظيم العلاقات الاقتصادية العربية - الدولية، وهذا يشمل الغرفة التجارية العربية النمسوية»، مشيراً إلى أن «حجم التبادل التجاري الحالي بين النمسا والدول العربية يبلغ نحو 5 بلايين يورو سنوياً مع إمكانات أكيدة لتعزيز العلاقات التجارية». وعبر عن ثقته بأن «المنتدى يعد مؤشراً قوياً إلى الأهمية التي نعلقها جميعاً على تعاوننا المشترك». وأكد الوزير الصفدي «أن لبنان استطاع، على رغم الأزمة المالية العالمية، أن يتبع سياسة اقتصادية ناجعة وأن يدير اقتصاده في الأوقات الصعبة، وسياستنا التصميم على خفض نسبة الدين في الموازنة المقبلة وما بعدها، والحكومة تنظر حالياً في عدد من الإصلاحات المالية في مجالي الضرائب والنفقات العامة وقطاع الطاقة، وخصوصاً في وضع قانون شراكة بين القطاعين العام والخاص». وقال: «نثق بمستقبل المنطقة على رغم التحديات الراهنة الصعبة، ونعتقد أن المنطقة تتجه نحو بيئة أكثر ديموقراطية». ونوه فيشر «بالتطور الذي حققته بيروت اقتصادياً وعمرانياً وكذلك بالنمو الاقتصادي العام منذ عام 2006 على رغم تراجعه عام 2011 بسبب الأوضاع العامة». وتحدث عن الأزمة الاقتصادية الأوروبية معتبراً أن «النمسا ولبنان يتشابهان في أمور عدة منها مساهمة السياحة بنسبة عالية في الاقتصاد الوطني تقدر بنحو 10 في المئة في النمسا ونحو 25 في المئة في لبنان»، مشيداً ب «مستوى المرافق السياحية في لبنان من فنادق ومطار وغيرها»، معتبراً أن «بيئة الاستثمار والتنمية المستدامة تشجع على قيام تعاون كبير بين البلدين في مجالات الطاقة والكهرباء إذ يمكن مؤسسات القطاع الخاص النمسوية أن تزود لبنان بالمعدات والتجهيزات اللازمة والحديثة لتطوير هذا القطاع وكذلك قطاعات معالجة النفايات الصلبة والطرق». وأعلن عن توقيع اتفاق بين مجلس الإنماء والإعمار وشركة «اندرياس» النمسوية يتعلق بتأهيل المجموعة الأولى لتوليد الكهرباء في معمل عبد العال التابع للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية بقيمة خمسة ملايين يورو، على أن تكون مدة التأهيل سنة ونصف السنة. وكان فيشر وزوجته زارا قبل الظهر المتحف الوطني، وأبدى إعجابه بما يختزنه المتحف من آثار تظهر العمق التاريخي للبنان عبر العصور، مسجلاً ذلك في سجل المتحف.