يجري الرئيس السوري بشار الاسد اليوم في فيينا محادثات مع نظيره النمسوي هانز فيشر، في اول زيارة رسمية يقوم بها الاسد الى دولة عضو في الاتحاد الاوروبي منذ العام 2004. وكان الرئيس السوري شارك في مؤتمر قمة «الاتحاد من اجل المتوسط» في باريس منتصف العام الماضي، واجرى محادثات على هامشها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. والزيارة الحالية التي ارجئت مرات عدة، هي الأولى للأسد الى النمسا منذ توليه الرئاسة العام 2000. ووصل الرئيس السوري وعقيلته اسماء الى فيينا مساء امس، على رأس وفد يضم وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، اضافة الى نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري باعتبار ان منتدى اقتصادياً سيعقد في غرفة تجارة فيينا صباح غد بمشاركة نحو 57 رجل اعمال من سورية. ويعقد الاسد وفيشر مؤتمراً صحافيا مشتركا بعد محادثاتهما اليوم، تليه زيارة الى البرلمان ولقاء مع نائب المستشار النمسوي جوزيف برويل، على ان يستكمل اليوم الثاني بزيارة مواقع ثقافية ولقاء مع المستشار ورنر فيمان قبل اختتام الزيارة بلقاء مفكرين واكاديميين في «منتدى كرايسكي» مساء الثلثاء. ويتوقع ان تتناول المحادثات العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية الى «علاقات ثقة» في المجال السياسي، اضافة الى بحث تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط وتطوير العلاقات بين اوروبا وسورية. ويسود اعتقاد ان فيينا تريد الافادة من علاقاتها لتعزيز فرص اطلاق عملية السلام بين سورية واسرائيل. ونقلت «وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن فيشر امس قوله: «موقفنا معلن وثابت وهو يرتكز على قرارات مجلس الأمن التي تطالب بانسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل»، لافتا الى أن الجولان «يشكل عنصراً أساسياً ومهماً في عملية السلام في الشرق الأوسط» والى ضرورة «استمرار مساعي جميع الاطراف» من اجل تحقيق السلام. وفي القدسالمحتلة (الحياة) تباينت آراء اقطاب الحكومة الاسرائيلية أمس بشأن اهمية استئناف المفاوضات مع سورية، وفي حين جدد وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في مقابلتين اذاعيتين رفضه تجديد المسار التفاوضي تحت شروط مسبقة او انذارات، معتبرا أنه ينبغي على دمشق أولاً «وقف دعمها للمنظمات الإرهابية الفلسطينية واللبنانية وتأييدها للمشروع النووي الايراني»، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قبل مشاركته في اجتماع الحكومة ان «إخراج سورية من محور الشر» مصلحة إسرائيلية، ورأى ان مطلب وقف دعم المنظمات الارهابية يجب ان يطرح بالتوازي مع استئناف المفاوضات.