أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووفد «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» برئاسة قدري جميل اكدا خلال محادثاتهما في موسكو ان «لا بديل في ظل الاوضاع الراهنة في سورية» لخطة مبعوث الاممالمتحدة كوفي انان. وقال جميل انه «لمس المزيد من التصلب في الموقف الروسي ضد التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية». وأضافت ان لافروف بحث مع «وفد الجبهة الشعبية» في تطورات الاوضاع في سورية و «التحركات الايجابية المتعلقة بتنفيذ خطة أنان». ونقلت الوكالة أن الوزير لافروف «شدد خلال اللقاء على أهمية تسريع سير الاصلاحات السياسية في سورية على أساس التعديلات الديموقراطية التي أجريت على القوانين في الأشهر الماضية بما فيها الدستور الجديد الذي أقره الشعب السوري في الاستفتاء العام في 26 شباط (فبراير) الماضي. وأكد الطرفان خلال المحادثات على أن خطة انان ليس لها بديل في ظل الاوضاع الراهنة في سورية، وأن تنفيذ الخطة سيمهد الطريق أمام تطبيع الوضع وتوفير الظروف الملائمة لإطلاق حوار شامل بين السلطات والمعارضة في سورية». وأضافت إن الطرفين «اعربا عن أملهما في أن يسمح نشاط بعثة المراقبة الأممية التي أنشئت وفقاً للقرار الدولي الرقم 2043 بترسيخ وقف العنف في سورية وتحويل الازمة السورية الى مسار التسوية السياسية. وأبدى ممثلو الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير خلال اللقاء استعدادهم للعمل على تنفيذ خطة انان بجميع جوانبها، مع التشديد على أهمية الاجراءات التي تنص عليها الخطة لتشكيل منظومة سياسية ديموقراطية تعددية تصب في مصلحة جميع السوريين اياً كانت انتماءاتهم»، مشيرة إلى أن ممثلي «الجبهة» ثمنوا الموقف الروسي المبدئي «في ما يخص عدم جواز التدخل الخارجي في الشؤون السورية وضرورة تشجيع جميع السوريين على التوصل إلى وفاق وطنى يؤدي إلى احلال سلام وطيد في الاراضي السورية». وقال جميل بعد محادثاته مع لافروف ورئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف ان المحادثات كانت «عميقة في تناول المواضيع المتعلقة بالأزمة السورية، حيث تم الاتفاق على أن الحوار الذي هو ضرورة دائماً للخروج من الأزمة أصبح اليوم ناضجاً للبدء به على أن يشمل كل القوى الوطنية للخروج الآمن من الأزمة الحالية بأقل التكاليف الممكنة وإرساء أسس الاصلاحات الجذرية المطلوبة». وزاد ان الروس «يعتقدون بأن إيجاد مخرج للأزمة سيخفف بحد ذاته الضغوطات الخارجية وسيمنع الذين يريدون التدخل الخارجي من الاستمرار بمحاولاتهم لأنهم سيفقدون المبررات والحجج لذلك»، موضحاً أنه «لمس المزيد من التصلب في الموقف الروسي ضد التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، اذ يعتبرون التدخل الخارجي هو خط احمر بالنسبة اليهم». وأشار جميل إلى أن المحادثات تناولت مهمة انان و «ضرورة إنجاحها وأنها ليست محكومة بالفشل مسبقاً كما يحاول البعض ترويج ذلك. واذا كان البعض يتكلم عن فشل هذه المهمة مسبقاً فهو يتحدث عن رغباته بالدرجة الاولى»، مؤكداً أنه في حال التوصل إلى حلول للازمة بين الحكومة والمعارضة «فإن المهمة ستكلل بالنجاح وستقطع الطريق على الذين يروجون لفشلها».