(يو بي أي) - قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن القيادة الإيرانية غير عقلانية، وذلك خلافا لأقوال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، وحذر من أنه في حال حيازة إيران على سلاح نووي ستضطر السعودية وتركيا ومصر للانضمام لسباق تسلح نووي. ونقلت صحف إسرائيلية اليوم الجمعة عن باراك قوله خلال حفل استقبال لقيادة جهاز الأمن الإسرائيلي بمناسبة "يوم استقلال" إسرائيل أمس، إن القيادة الإيرانية "ليست عقلانية بالمفهوم الغربي للكلمة"، وذلك خلافاً لما كان غانتس قاله لصحيفة "هآرتس" الأربعاء، إنه يعتقد "أن القيادة الإيرانية مؤلفة من أشخاص عقلانيين جدا" مستبعداً "أن تقرر إيران صنع قنبلة نووية". لكن غانتس حذر في الوقت نفسه من أن قنبلة نووية بأيدي إيران تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل التي ستعمل على منع ذلك. وقال باراك إن "حقيقة أن الحديث يدور عن أشخاص أذكياء ويفكرون ويتطلعون إلى البقاء في الحكم ويسعون نحو أهدافهم بمكر غير محدود ومن خلال تقدير متواصل لخطوات ونوايا الخصم لا تجعلهم عقلانيين بالمعنى الغربي للكلمة، أي أنهم يبحثون عن إبقاء الوضع القائم وحل بطرق سلمية للمشاكل المطروحة، فالقيادة الإيرانية ليست على هذا النحو". ولفتت "هآرتس" إلى أن اختلاف وجهات النظر بين باراك وغانتس تشير إلى أن الأخير ينتمي، مثل سلفه غابي أشكنازي، إلى "القطب المعتدل في القيادة الإسرائيلية حول مسألة كيف ومتى ينبغي العمل ضد إيران". وقال باراك إن "إيران نووية عسكرية ستوقظ سباق تسلح نووي في المنطقة وستضطر السعودية وتركيا وحتى مصر إلى الانضمام إلى سباق التسلح وسيبدأ العد التراجعي لتسرب خبرات وتكنولوجيا إلى المنظمات الإرهابية". وأضاف باراك أن "المواجهة مع إيران لا تخلو من التعقيدات والمخاطر ونتائج لا يمكن توقعها، لكن المواجهة مع التحدي نفسه، إذا تمكن نظام آيات الله من الحصول على قدرة نووية عسكرية، سيكون تحديا أكثر تعقيدا وخطورة، وسيكون غاليا أكثر من حيث حياة البشر والموارد المالية". وتابع أن العقوبات على إيران "أشد من الماضي لكن ينبغي قول الحقيقة وهي أن احتمال استجابة إيران للمطالب الدولية بوقف البرنامج (النووي) بشكل كامل في ظل مستوى الضغوط الحالي، هو احتمال ضئيل". وقال باراك "سيسرني أن تتبدد تقديراتي لكن هذا هو تقديري وهو يستند إلى متابعة على مدار سنوات طويلة للمناورات (السياسية) الإيرانية وللمثال التاريخي أذكر كوريا الشمالية وباكستان". ورأى أن "تخوف القيادة الإيرانية من أن كسر الرقابة الدولية سيؤدي إلى عملية عسكرية أميركية أو إسرائيلية أو دولية ضدهم يكبحهم عن تنفيذ خطوة كهذه ويدفعهم إلى التركيز على تعميق دخولهم إلى حيز الحصانة كرد لاحتمال شن هجوم" ضد إيران. وأضاف أنه "ليس لدينا أي أساس للتقدير أنه بعد تحقيق الحصانة من عملية عسكرية محدودة ستمتنع القيادة الإيرانية عن مواصلة التحرك باتجاه نووي عسكري". وشدد باراك على وجود خلافات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة بشأن التعامل مع إيران وقال "يوجد بيننا اختلافات معينة تتعلق بالتوجه ومصدرها الساعات التي تدق بوتائر مختلفة، ووتيرة ساعة إسرائيل، رغم قدراتها المحدودة، تدق بشكل أسرع من ساعة الولاياتالمتحدة". وأردف "لكن الإدارة الأميركية تدرك وتوافق على أنه يتعين على إسرائيل أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية وأنه في المواضيع المتعلقة بأسس أمنها ومستقبل إسرائيل وبمفهوم معين مستقبل الشعب اليهودي أيضا، فإن إسرائيل وحكومتها وهما فقط اللتين يجب أن تتخذان القرارات وتحمل المسؤولية". وأضاف باراك أن "الجيش الإسرائيلي، مثله مثل الجيش الأميركي، مسؤول عن بناء القدرات العسكرية والمستوى السياسي هنا وفي واشنطن مسؤول عن ترجيح الرأي الواسع".