أكد مسؤول أميركي أن الإدارة الأميركية تعتقد أن إسرائيل لم تقرر بعد شن هجوم عسكري ضد إيران لكنها تدرس بجدية احتمالا كهذا، فيما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس إنه قد يتم اتخاذ قرارات غير مسبوقة من حيث أهميتها خلال العام الحالي أو المقبل وأن الجيش يُعدّ "خيارات قوية". وفي ظل هذه التقديرات وصل إلى إسرائيل أمس الأول مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون وسيصلها في وقت لاحق من هذا الأسبوع رئيس المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كبلر وسيحاولان بحسب التوقعات ثني إسرائيل عن اتخاذ قرار بمهاجمة إيران. ونقلت صحيفة "هآرتس" أمس عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله إنه خلال محادثات أميركية – إسرائيلية خلال نصف السنة الأخير "يوجد تصعيد كمي ونوعي بكل ما يتعلق بتلميحات يوجهها الإسرائيليون لنا قياسا للسنتين ونصف السنة الأولى لولاية (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، ونحن نعتقد أن إسرائيل لم تقرر بعد لكن واضح لنا أن الموضوع يُدرس بجدية بالغة". وأشارت الصحيفة إلى أن الشعور لدى الحكومة الإسرائيلية هو أن العقوبات الاقتصادية المشددة على إيران لم تدفع الأخيرة إلى إعادة التفكير فيما إذا كان مواصلة تطوير برنامجها النووي مجديا. وأضافت أنه يتوقع أن يقول نتنياهو لدونيلون خلال لقائهما ان الامتحان الوحيد للعقوبات هو امتحان النتيجة. وقال موظف حكومي إسرائيلي رفيع المستوى للصحيفة إن "أي خطوة لا توقف البرنامج النووي الإيراني ليست كافية". وصدرت صحيفتا "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" أمس بعنوان رئيسي على صفحتهما الأولى من أقوال رئيس الأركان المشتركة للجيوش الأميركية لشبكة تلفزيون "سي ان ان" الأميركية وتضمنت تحذيرات من "مهاجمة إيران ستلحق ضررا بإسرائيل". من جانبه قال غانتس في مقابلة بثتها القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إنه "لا شك في أن العام 2012 وربما العام الذي يليه هما عامان قد تكون القرارات خلالهما أهم من سنوات أخرى، لكننا نتابع الأمور ونجري مباحثات مهنية في الأماكن الصحيحة وأنا مقتنع بأننا سنتخذ القرارات الصحيحة". يذكر أن رئيس الموساد السابق مائير داغان كشف مؤخرا عن أنه خلال مداولات داخلية عبر هو ورئيس أركان الجيش السابق غابي أشكنازي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق يوفال ديسكين عن معارضتهم لموقف نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك بمهاجمة إيران، وعبر داغان عن تخوفه من أن القيادة الجديدة للأجهزة الأمنية لن تملك الجرأة للوقوف ضد القيادة السياسية. من ناحية أخرى، افادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس أن دبلوماسياً أوروبياً يتخذ من فيينا مقراً له، رجّح احتمال أن تكون ايران تعمل على تعزيز برنامجها النووي في موقع تحت الأرض بالقرب من مدينة قم. ونسبت (بي بي سي) إلى الدبلوماسي، الذي لم تكشف عن هويته القول "يبدو أن ايران صارت جاهزة لتركيب الآلاف من الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي في الموقع المحصن تحت الأرض". واضاف الدبلوماسي أن هذه الأجهزة "يمكن أن تسرّع انتاج اليورانيوم المخصّب المطلوب لتوليد الطاقة وانتاج الأسلحة النووية". واشارت (بي بي سي) إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تعلّق، ومن المقرر أن يزور مفتشوها طهران هذا الأسبوع لاجراء جولة أخرى من المحادثات حول أنشطتها النووية بعد أن كانت رفضت منحهم مداخل إلى مواقع نووية معينة ومقابلة علمائها حين زاروا ايران الشهر الماضي. وتقول ايران ان برنامجها النووي معد لأغراض سلمية بحتة، لكن الدول الغربية تصر على أنها تسعى من خلاله وعلى نحو سري لتطوير قنبلة نووية. واعلنت ايران قبل أيام قليلة أنها احدثت تقدماً في مجال الدراية النووية، بما في ذلك تطوير أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بشكل أسرع. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ حذّر السبت الماضي من أن طموحات ايران النووية قد تؤدي إلى سباق للتسلح النووي في منطقة الشرق الأوسط حيث تُعتبر اسرائيل البلد الوحيد الذي يُعتقد أنه يمتلك أسلحة نووية، فيما دعا وزير دفاع الأخيرة إيهود باراك إلى تشديد العقوبات على ايران لاجبارها على التخلي عن برنامجها النووي. إلى ذلك، بدأت قوات الحرس الثوري الإسلامي في إيران صباح أمس مناورات برية في الصحراء الوسطى ومحافظة يزد وسط البلاد تحت شعار "الفجر". ونقلت قناة "العالم" عن قائد القوات البرية في الحرس الثوري العميد محمد باكبور القول إن الهدف من هذه التدريبات هو "إظهار بعض قدرات إيران في مواجهة أي تهديد محتمل ، إضافة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والردعية ورفع إمكاناتها لتنفيذ الخطط التكتيكية العسكرية الحديثة". وأضاف أنه سيتم خلال المناورة اختبار أحدث الأجهزة المحلية الصنع. وتشارك في هذه المناورات فرق المشاة وقوى التعبئة.