بدأت أمانة الأحساء، درس المعوِّقات التي حالت دون افتتاح سوق القيصرية الشعبي، بعد إعادة تشييده، إثر الحريق الذي اشتعل فيه قبل نحو 12 سنة. وأكدت اعتزامها معالجة الملاحظات كافة التي رفعها المجلس البلدي، وتحقيق رغبة الملاك، لإعادة الحياة لسوق القيصرية، وتنشيط الخدمات الفنية كافة، استجابة لتوجيهات محافظ الأحساء الأمير بدر بن جلوي. وقال أمين الأحساء المهندس فهد الجبير، في تصريح ل«الحياة»: «إن توجيهات محافظ الأحساء أكدت على إنهاء الصعوبات والملاحظات الفنية كافة في سوق القيصرية»، لافتاً إلى تكوين لجنة من المحافظة، والأمانة، ووزارة المال» وأكد أن هناك «دراسة واقعية وجادة لخفض إيجارات المحال، وذلك تلبية لرغبة باعة السوق، من أجل إعادة الحركة إليه، وتنفيذ الملاحظات التي رفعتها اللجنة الفنية في المجلس البلدي خلال زيارة أعضائه إلى السوق، بما يساعد على تشغيل السوق في أسرع وقت ممكن من الناحية الفنية والهندسية والخدمية». بدوره، أوضح وكيل الأمين للشؤون الفنية المهندس عادل الملحم، أنه تم تشكيل «فريق من المهندسين والفنيين والعمال، لإصلاح الملاحظات، وذلك حسب تقرير المجلس البلدي». وأشار إلى أن عملية الصيانة الدورية «ستستمر بواسطة المكتب الخاص للأمانة، الذي يقوم بدوره، بمتابعة الأمور الفنية والخدمية للسوق أولاً بأول. وبدأ تنفيذ عملية وضع العوازل الخاصة على سطح السوق، والتأكد من عدم تسرب المياه إلى المحال. كما تم تنفيذ دورات مياه، وزيادة إضاءة السوق، وتشجير الساحة الخارجية. كما تم التنسيق مع الجهات المختصة لفتح ممر خاص للتنزيل والتحميل، وكذلك سيتم التنسيق مع الجهات المختصة وأصحاب المحال، لوضع فريق لحراسة السوق، وكذلك إيجاد مواقف إضافية للسيارات، وإنشاء دورات مياه، إذ تم تنفيذ ثلاث منها في مسجد السوق، وواحدة تبعد عن السوق 60 متراً، وأخرى سيتم تنفيذها قرب السوق قريباً. كما سيتم إيجاد مكتب متكامل لمتابعة ومراقبة السوق فنياً وخدمياً». ولفت الملحم، إلى أن سوق القيصرية سيكون «معلماً سياحياً على مستوى الخليج العربي، وستتواصل عملية التطوير من الجوانب الفنية والتطويرية والسياحية كافة. وسيشهد السوق برامج سياحية لجذب الزائرين، خصوصاً من أبناء المنطقتين الشرقية والوسطى، ودول مجلس التعاون الخليجي، بمعدل يومي يفوق 3500 زائر». وأكد أن هناك دراسة ستعمل عليها الأمانة للجوانب الفنية والإدارية كافة، بما يكفل إعادة وتشغيل مرافق السوق كافة، بما يتوافق مع تاريخه، ودرس طلبات المواطنين بما يتوافق مع الأنظمة والمعايير الوزارية لشؤون البلدية والقروية». فيما أكد نائب رئيس المجلس البلدي ناهض الجبر، أن أمانة الأحساء والمجلس البلدي «يعملان بروح الفريق الواحد، من أجل مصلحة المواطن»، مضيفاً أن «دور المجلس يقوم على درس وإنهاء هموم وملاحظات المواطن، وإيصالها إلى الجهة المختصة». وقال: «إن المجلس قام بدرس العناصر المعنية كافة، لبحث سبل حلها، والتي سيكون لها أثر كبير في النهوض بسوق القيصرية التراثي، ليتبوأ مكانته الطبيعية والتاريخية، كما كان عليه الحال سابقاً». وتعرَّض سوق القيصرية، الذي يُعد أحد أعرق الأسواق في منطقة الخليج العربي، إذ شيد قبل نحو ثلاثة قرون، إلى حريق قبل نحو 12 سنة، دمر نحو 80 في المئة منه. وأطلقت وزارة الشؤون البلدية والقروية مشروعاً لإعادة بنائه، بكلفة 16 مليون ريال. ويصل عدد المحال في السوق إلى 422 محلاً، منها 177 محلاً عائدة للأمانة، وتشكل نحو 39 في المئة، والباقي 291 محلاً عائدة للمواطنين. وتم تصميم سوق القيصرية الجديد بنفس الخطوط الرئيسة للسوق القديم. ويمتد شارع السوق من «دروازة الخميس» في الهفوف، وحتى دوار البلدية القديم. واشتهر القيصرية، قبل احتراقه، بعدد من السلع التراثية والبضائع المختلفة، التي تشهد إقبالاً كبيراً من جانب المواطنين وزائري المحافظة من دول الخليج العربي، ومنها منتجات الجلود والمصنوعات الخشبية، والمصنوعات الحديد ومستلزماتها، والمنتجات الزراعية التي تشتهر بها المحافظة، ومنها الحبوب والحنطة والقمح والأرز الحساوي، والتوابل المختلفة والعطور المنتجة محلياً والمستوردة، والمواد العلاجية.