قررت أمانة الأحساء، استباق حلول شهر رمضان، بافتتاح أشهر أسواقها الشعبية، الذي يُعد مقصداً لآلاف المتسوقين السعوديين والخليجيين، للحصول على مستلزمات هذا الشهر. وقال أمين الأحساء المهندس فهد الجبير، ل «الحياة»: «إن الأمانة سلّمت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، محال سوق القيصرية المملوكة بصكوك لأصحابها». ويتعدى عمر السوق مئة سنة. وكانت له شهرة واسعة على مستوى دول الخليج. وشهدت السوق حريقاً «هائلاً» قبل نحو 10 سنوات، أدى إلى تدمير أجزاء واسعة منها، دفع الأمانة إلى إعادة بنائها من جديد. وتضم السوق 422 محلاً، منها 177 عائدة للأمانة، وتشكل نحو 39 في المئة، والباقي 291 محلاً عائدة للمواطنين. وتم تسليم 240 محلاً للملاك. كما تم تأجير 40 بعقود جديدة. ونوه الجبير، إلى ضرورة «إسراع بقية الملاك في إحضار صكوك الملكية، وإتمام عملية تسليم المحال لهم»، متوقعاً افتتاح بقية مجال السوق خلال «الفترة القليلة المقبلة، بعد استكمال الترتيبات اللازمة لذلك من أصحاب المحال، من خلال تنظيم البضائع والسلع في محالهم». وتشكل هذه الفترة أحد أبرز المواسم لباعة المواد التموينية، مع ارتفاع معدل ارتياد الأهالي والزائرين من دول الخليج، للأسواق، وبخاصة القيصرية، للتزود بالبضائع والسلع. وذكر المشرف على تنفيذ إعادة السوق المهندس حسين الحرز أن «عدد المحال التجارية التي تم بناؤها في سوق القيصرية يبلغ 322 محلاً. وسعت البلدية، بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة، التي شاركت في اختيار التصميم التراثي الذي يحافظ على الهوية التاريخية للسوق في شكله القديم، لأن يكون نسخة مكررة. كما كان في السابق لناحية مساحة المحال، وعرض الجدران». وشكلت الأمانة لجنة لتسليم المحال لملاكها، ليتمكنوا من ممارسة أعمالهم وعرض بضائعهم. وتبلغ كلفة مشروع إعادة بناء سوق القيصرية الجديد 15.6 مليون ريال. ويُعد من المشاريع التي تُعنى في تراث الأحساء. ويعود تاريخ إنشائه إلى الفترة بين عامي 1918 و1923. واشتهر بسلع تراثية وبضائع مختلفة تشهد إقبالاً كبيراً، ومنها منتجات الجلود والمصنوعات الخشبية والمصنوعات الحديدية، ومستلزماتها والمنتجات الزراعية التي تشتهر بها المحافظة، ومنها الحبوب، والحنطة، والقمح، والأرز الحساوي، والتوابل المختلفة، والعطور المنتجة محلياً والمستوردة، والمواد العلاجية. إلى ذلك، طرحت الإدارة العامة لتنمية الاستثمارات في أمانة الأحساء 29 موقعاً للاستثمار، وبمختلف الأنشطة التجارية. ويجري حالياً، ترسيتها وإبرام عقودها مع المستثمرين، بعوائد استثمارية تقدر بنحو ثلاثة ملايين ريال. وأوضح الجبير، أن طرح المشاريع الاستثمارية يأتي في إطار «خطط الأمانة الهادفة إلى الاستغلال الأمثل لمختلف المواقع في المنطقة، وجذب واستقطاب المستثمرين من القطاع الخاص، للمشاركة في دفع عجلة التنمية، وصولاً إلى تقديم خدمة أفضل. كما ان ذلك يسهم في رفع إيرادات الأمانة، وتفعيلها ضمن مشاريعها وأنشطتها المختلفة». وأشار الجبير، إلى ان استثمارات الأمانة في أسواق الخضار في والقرى وأحياء مدينتي الهفوف والمبرز، تم نقلها إلى سوق الخضار المركزي في مخطط عين نجم. أما أسواق الخضار واللحوم التابعة للأمانة في القرى، فتدرس الأمانة جدوى استمرارية بقائها من عدمه. وفي حال عدم جدوى ذلك؛ سيتم استثمار مواقعها وطرحها في مزايدة عامة».