بكين- ا ف ب - ستكون منطقة القطب الشمالي واحتياطها الضخم من الثروات المعدنية ومصادر الطاقة اللذين تطمع الصين في الاستفادة منهما في صلب الرحلة التي بدأها رئيس الوزراء الصيني وين جياباو امس إلى اوروبا وتستمر حتى 27 الجاري. وتوجه وين الى أيسلندا والسويد وبولندا وألمانيا، حيث سيزور «معرض هانوفر الدولي». ويبرز وضع ايسلندا، التي تقع على الطريق بين اوروبا والقطب الشمالي، كبلد استراتيجي حيث يجعل ذوبان الجليد الوصول الى الثروات المعدنية التي تختزنها ارض هذه المنطقة اكثر سهولة، وهو ما تنظر اليه الصين باهتمام لاعتبارها اول مستهلك للطاقة عالمياً، كما ان تراجع الكتلة الجليدية القطبية يمكن ان يؤدي الى ظهور طريق اقصر للتنقل بين آسيا واوروبا مع اختصار 6400 كيلومتر خلال الصيف بالنسبة للسفن التي تربط شنغهاي بأوروبا. وقال نائب وزير الخارجية الصيني سونغ تاو: «هناك امكانات ضخمة للتعاون الصيني-الايسلندي في التجارة والحرارة الجوفية والمنطقة القطبية». واوضح الباحث في «المعهد الصيني للدراسات الدولية» كوي هونغجيان، ان «الصين تجري ابحاثاً حول المنطقة القطبية الشمالية منذ وقت طويل بهدف الاستعداد لاستغلالها». واضاف: «الدول القريبة من المنطقة القطبية، مثل ايسلندا وروسيا وكندا وبعض الدول الاوروبية الاخرى، يمكن ان ترغب في الاعتبار انها صاحبة الاولوية في المنطقة القطبية للاستفادة منها»، لكنه اكد ان «الصين تصر على ان المنطقة القطبية الشمالية هي ملكية عامة». وظهر اهتمام الصين بايسلندا بطريقة غير مباشرة العام الماضي من خلال محاولة ثري صيني شراء منطقة شاسعة شمال الجزيرة لإنشاء مشروع سياحي وعقاري كبير. ورأى مراقبون ان بكين كانت تسعى الى ترسيخ وجودها في المنطقة، لكن وزارة الداخلية الايسلندية قررت في النهاية تجميد المشروع.