لندن، ستراسبورغ (الاتحاد الاوروبي) – أب، أ ف ب، يو بي آي - أوردت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية امس، أن عبور مدمرتين إسرائيليتين قناة السويس الثلثاء الماضي، بعد عشرة أيام على مرور غواصة إسرائيلية قادرة على شن هجوم نووي، يأتي في اطار اعداد تل ابيب لهجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية. ورأت الصحيفة ان انتشار هذه السفن في البحر الأحمر والذي أكده مسؤولون اسرائيليون، «يعدّ مؤشراً على أن اسرائيل صارت قادرة على وضع قوتها الضاربة في مرمى إيران خلال فترة وجيزة، وجاء قبل مناورات بعيدة المدى سينفذها سلاح الجو الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة الشهر الجاري، واختبار درع صاروخي دفاعي في المحيط الهادئ». ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي اسرائيلي قوله أن بلاده عززت علاقاتها مع دول عربية تخشى أيضاً امتلاك إيران أسلحة نووية، وخصوصاً مع مصر التي تعززت العلاقات معها بقوة هذا العام بسبب «ارتيابهما المشترك من إيران». وأضافت أن سفناً حربية إسرائيلية ستعبر قناة السويس في طريقها لمهاجمة إيران. ونسبت «ذي تايمز» إلى مسؤول عسكري اسرائيلي قوله: «هذا التحرك يشكّل استعداداً يجب التعامل معه بمنتهى الجدية. فاسرائيل تستثمر الوقت لتهيئة نفسها للتعامل مع تعقيدات مهاجمتها إيران، وهذه المناورات هي رسالة إلى إيران بأن اسرائيل ستتابع تهديداتها». وتستعد اسرائيل لاختبار صواريخ «آرو» (السهم) المضادة للصواريخ في المحيط الهادئ، والمصممة لحمايتها من هجمات الصواريخ البالستية من إيران وسورية، كما سيقوم سلاحها الجوي بارسال مقاتلات من طراز «أف 16 سي» للمشاركة في مناورات في قاعدة في ولاية نيفادا الاميركية الشهر الجاري. ونقلت الصحيفة عن المسؤول الاسرائيلي قوله إن «هذه المناورات ليست عملية سرية، بل تحركات أُعلن عنها وتستهدف اظهار قدرات إسرائيل». ولفتت الصحيفة الى أن هذه المناورات تأتي في وقت «عرض فيه ديبلوماسيون غربيون تأييد هجوم تشنه اسرائيل على إيران، في مقابل تقديمها تنازلات حول إقامة دولة فلسطينية». ونقلت عن مسؤول بريطاني قوله إن قبول هذا العرض سيجعل الهجوم الإسرائيلي على إيران واقعياً «خلال هذه السنة». ونسبت إلى ديبلوماسيين قولهم إن اسرائيل عرضت تقديم تنازلات حول المستوطنات والأراضي الفلسطينية ومسائل مع دول الجوار العربية، في مقابل تسهيل مهاجمتها إيران. وقال ديبلوماسي اوروبي بارز ان «اسرائيل اختارت اعطاء التهديد الايراني الاولوية، على حساب المستوطنات». في ستراسبورغ، اشار وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي، في اشارة الى الملف النووي الايراني، الى «خيارات واحكام صعبة سنضطر الى اتخاذها في الاسابيع والشهور المقبلة، ولكن ليس ابعد من ذلك». وقال: «لا اعتقد بوجود حلول، اذا لم نجر حواراً ديبلوماسياً حقيقياً» مع ايران. وأضاف: «رأيت ان (وزير الخارجية الايراني منوشهر) متقي قال ان امراً سيحصل من الجانب الايراني. ننتظر بفارغ الصبر لنعرف ما هو». وكان متقي اعلن ان بلاده ستعرض رزمة اقتراحات جديدة.