قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن الاممالمتحدة طلبت من الدول العربية المشارَكةَ بمراقبين عرب في بعثة المراقبين إلى سورية المنوط بها مراقبة وقف اطلاق النار في اطار خطة المبعوث الاممي-العربي للأزمة كوفي انان. وأوضح العربي في حوار خص به «الحياة»، خلال مشاركته في الدوحة في اجتماع اللجنة العربية المعنية بالملف السوري، انه سيجري اتصالات مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبحث الطلب وبحث تطورات خطة انان على الارض. وكشف العربي انه سيلتقي أعضاء من المعارضة السورية في مقر الجامعة العربية في القاهرة قبل نهاية الشهر الحالي، موضحاً: «سندعو جميع أطياف المعارضة... وهدف الاجتماع هو أن يتفقوا على مسار واحد في هذه المرحلة ليذهبوا به الى كوفي أنان. وهو (أنان) طلب من الحكومة السورية أن تعين ممثلاً لها حتى يمكن أن يبدأ الحوار السياسي». وشهدت الدوحة اول من امس مشاورات مكثفة أجراها المبعوث الدولي-العربي للأزمة السورية انان عقب مشاركته في اجتماع اللجنة الوزارية العربية. واستهل أنان لقاءاته باجتماع عقده مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وتركزت المشاورات حول «تطورات الأحداث في سورية، وضرورة التزام النظام السوري ببنود خطة المبعوث المشترك، وانهاء عمليات العنف وقتل المدنيين كافة، كما تم التأكيد على وجوب وضع حد للوضع المأسوي في سورية ولانتهاك حقوق الإنسان وتأمين وصول المساعدات الانسانية الي مستحقيها». وقال العربي ل «الحياة» إنه بحث مع أنان «مسألة وقف اطلاق النار والتحقق من أن ذلك تم بالفعل»، مشدداً على انه «لا بد من ادخال المراقبين بأسرع ما يمكن، وقد علمتنا التجربة أن جميع حالات وقف اطلاق النار تقتضي إشرافاً دولياً». وعن رؤيته في شأن الوضع في سورية حالياً في ضوء الحوار الذي جرى بين اللجنة الوزارية العربية وأنان في قطر، قال العربي: «لا تزال هناك مخالفات، وأعتبرها مخالفات خطيرة لوقف اطلاق النار، هناك انتهاكات لوقف اطلاق النار، وهذا الوضع لا بد أن يتغير، ولن يتغير الا بوجود المراقبين على الأرض». وأكد العربي أنه قدم «اقتراحات» الى أنان في شأن الوضع السوري اثناء اجتماعهما. وعن امكانية مشاركة دول عربية في بعثة المراقبين الدوليين، قال: «سأجري اتصالاً مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لأنهم طلبوا منا مشاركة عربية في بعثة المراقبين. وربما تكون هناك مشاركة عربية وإسلامية». وحول الأسئلة التي وجهها وزراء اللجنة الوزارية العربية الى أنان في ما يتعلق بتطورات خطته، قال امين عام الجامعة العربية إن الاسئلة كانت تدور حول التحقق من الإشراف على وقف اطلاق النار، وتصور انان لأعداد المراقبين وكيفية ادخالهم بسرعة كافية. وعن نتائج اجتماع الدوحة قال: «أهم نتيجة أن هناك تقبلاً تاماً ودعماً كاملاً لمهمة أنان... الموضوع الآن يتوقف على نجاح هذه المهمة، وهذه المهمة لن تتحقق إلا إذا توقف وقف إطلاق النار حتى يمكن للمسار السياسي أن ينجز». وحول كيفية دعم خطة انان، قال العربي: «ندعمه أولاً بتأييد كامل، وثانياً باعداد المعارضة، وقد أشار بيان اجتماع اللجنة العربية الى دعوة واضحة لجميع أطياف المعارضة للاجتماع في مقر الجامعة العربية في القاهرة قبل نهاية الشهر الحالي. ولدى موعد يوم الأحد المقبل مع المجلس الوطني السوري للبحث في هذا الموضوع». وعن ما إذا كانت قوى المعارضة السورية كافة ستشارك في اجتماع القاهرة وهدف الاجتماع، أوضح العربي: «سندعو جميع أطياف المعارضة... وهدف الاجتماع هو أن يتفقوا على مسار واحد في هذه المرحلة ليذهبوا به الى كوفي أنان. وهو ( أنان) طلب من الحكومة السورية أن تعين ممثلاً لها حتى يمكن أن يبدأ الحوار السياسي». ولفت الى أن «اللجنة الوزارية العربية كلفت الأمين العام للجامعة العربية بدعوة جميع أطياف المعارضة الى الاجتماع قبل نهاية الشهر الحالي، وذلك بناء على ما تحقق في اجتماعي أصدقاء الشعب السوري اللذين عقدا في تونس واسطنبول، وبالتعاون والتنسيق مع المبعوث الاممي-العربي المشترك وبالتشاور مع الدول المعنية بمعالجة الأزمة السورية، تمهيداً لإطلاق حوار سياسي شامل بين الحكومة وأطياف المعارضة السورية». وحول هل يوجد سقف زمني لموعد الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة قال العربي: «لا طبعاً... لا أستطيع ان أقول هذا... اذا قلت ذلك سيكون خطأ، أنا قلت إن المعارضة ستجتمع في القاهرة في نهاية الشهر الحالي. ونرجو بعد ذلك بأسبوع أن نحدد موعد المشاورات بين الحكومة والمعارضة. ونحن متفوقون مع المعارضة (في شأن موضوع الحوار مع الحكومة السورية). وعن رسالته الى المعارضة السورية في ضوء تفاعلات الوضع الراهن، قال امين عام الجامعة العربية: «رسالتي الى المعارضة السورية التي كررتها من قبل ومنذ ايلول (سبتمبر) الماضي عندما بدأنا الاتصال بالمعارضة هي: اتفقوا على حد أدنى وادخلوا به للتفاوض (مع الحكومة). ولا تتصوروا أنكم مستعدون لأن تُنهوا كل نقطة خلاف صغيرة وكبيرة». وحذر العربي من اختلافات المعارضة السورية: «لا تصلح في هذه المرحلة»، داعياً اياهم إلى الاتفاق على «الحد الأدنى... والتحدث باسم واحد». وشدد العربي على ان مهمة انان مهمة للحكومة السورية، وأوضح «رسالتي للحكومة السورية هى ان مهمة كوفي أنان مهمة لكم لأنها يمكن جدا أن تؤدي الى التوصل الى حل في النهاية... وبدون هذا ستسوء الاوضاع». وحول هل يتوقع ان يتخذ مجلس الأمن قرارات أقوى بحق دمشق في المرحلة المقبلة اذا تعثرت خطة انان، قال: «انا لا أسبق الأحداث. حتى الآن من يوم 14 (نيسان) أبريل كان هناك للمرة الأولى اجماع (على دعم خطة انان)... ونحن نمشي خطوة خطوة... ولا نتعجل». وفي ما يتعلق بتطورات الوضع بين دولتي شمال وجنوب السودان، قال العربي: «أنصح بالهدوء والتروي. الجنوب ارتكب عدواناً ولا شك في ذلك. هذا موضوع غير مقبول، والجامعة العربية أصدرت بيانين حتى الآن في شأن هذا الموضوع، هناك حدود دولية لا يجب أن تُخرق ابداً، ولا بد من سحب القوات (قوات دولة جنوب السودان) التي دخلت الى الأراضي السودانية (في هجليج)». وعمّا إذا كانت الجامعة ستكتفي بدعم السودان بالبيانات في اجتماع سيعقد في القاهرة قريباً، أم أن هناك دعماً آخر على الارض، قال: «لن أتحدث في هذا الموضوع. كلنا يؤيد السودان. وكل ما يطلبه السودان ستتم الاستجابة له، ونحن كجامعة عربية لم نستطع في واقع الأمر أن نلعب دوراً، لأنه لا توجد أي علاقة بيننا وبين جنوب السودان». وعن أولويات الجامعة العربية في هذه الفترة بعد قمة بغداد العربية قال امين عام الجامعة العربية: «أنا أركز على تطوير الجامعة العربية وزيادة كفاءة الأداء. وتوجد حالياً مشروعات كثيرة يمكن ان نطلق عليها مشروعات عملاقة. وأرجو أن تنطلق في المجالات الاقتصادية والثقافية. وهناك قمة اقتصادية تنموية مهمة ستعقد العام المقبل في الرياض. ونرجو أن تؤدي الى نتائج عملية خاصة أنه عقدت قمة اقتصادية في الكويت وفي شرم الشيخ، والقمة الاقتصادية المقبلة ستكون هي الثالثة ونرجو أن تتحق أمور على الأرض ويجب أن يشعر المواطن العربي أن هناك تعاوناً عربياً مشتركاً، وأن العمل العربي المشترك يؤدي الى أن يشعر المواطن العربي بالفرق» في أوضاعه الاقتصادية. وشدد العربي على ان «الجامعة العربية نفسها تتطور، والتوجهات والأفكار بعد ثورات الربيع العربي تتعلق بأمور كثيرة، من بينها الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد، وهذه كلها امور يجب أن تسعى الجامعة لتحقيقها». وعن تأثيرات الربيع العربي على الدول العربية، قال الامين العام للجامعة «كل الدول العربية مُست بثورات الربيع العربي. لكن ليس من الضروري ان يتغير نظام الحكم حتى يكون هناك ربيع عربي... كل الدول العربية تُجري إصلاحات».