صعدت دول مجلس التعاون الخليجي أمس، لهجتها إزاء «الزيارة الاستفزازية» التي قام بها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى الإماراتيةالمحتلة، وخرق إيران لاتفاق على بذل جهود مشتركة من أجل حل سلمي وعادل لقضية الجزر الثلاث. وأكد وزراء خارجية الدول الست في اجتماع عقدوه في الدوحة أمس، «تضامنهم الكامل مع دولة الإمارات وتأييدهم لكل الخطوات التي تتخذها من أجل استعادة حقوقها وسيادتها على جزرها المحتلة»، وطالبوا الجانب الإيراني «بإنهاء احتلاله هذه الجزر والاستجابة إلى دعوة الإمارات لإيجاد حل سلمي وعادل من طريق المفاوضات الثنائية أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية»، معتبرين أن «الاعتداء على السيادة والتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من دول المجلس يعد تدخلاً واعتداء على دوله كافة». وأشار بيان إلى أن الاجتماع عقد بناء على طلب أبو ظبي لمناقشة زيارة نجاد، وترأسه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني. وجددت الدول الخليجية «تأكيد مواقفها الثابتة والمتمثلة في دعمها المطلق للسيادة التامة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث المحتلة، أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من دولة الإمارات». وقال البيان «تستنكر دول المجلس بشدة زيارة الرئيس الإيراني إلى جزيرة أبو موسى بتاريخ 11 نيسان (أبريل) 2012 باعتبارها عملاً استفزازياً وانتهاكاً صارخاً لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، وتتناقض مع سياسة حسن الجوار التي تنتهجها دول المجلس في التعامل مع إيران، ومع المساعي السلمية التي دأبت دول المجلس في الدعوة إليها لحل قضية احتلال الجزر الثلاث». وأضاف أن دول المجلس «تؤكد أن هذه الزيارة لا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على تأكيد سيادة الإمارات العربية المتحدة على هذه الجزر». وأشار إلى أن الإمارات «التزمت بالاتفاق الذي تم بين البلدين من أجل بذل جهود مشتركة للتهدئة والتوصل إلى اتفاق لإيجاد حل سلمي وعادل يساعد على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، وتضمن أن الطرفين اتفقا على عقد محادثات ثنائية حول الجزر الثلاث، وقد سمى كل منهما رئيس الوفد المفاوض. وأحاطت دولة الإمارات أشقاءها في دول المجلس بتلك الجهود التي باركتها دول المجلس إلا أن زيارة الرئيس الإيراني جزيرة أبو موسى خالفت الاتفاق ما قوض التهدئة التي قامت بها الإمارات العربية المتحدة». واستغرب البيان «الازدواجية الإيرانية في التعامل مع هذه الجهود الديبلوماسية التي بذلتها الإمارات العربية المتحدة بكل صدقية»، وقال إنه «انطلاقاً من توجهات مجلس التعاون نحو بناء علاقات حسن جوار متوازنة مع إيران، يشدد على أن تعزيز العلاقات بين دول المنطقة يجب أن يرتكز على الاحترام المتبادل لسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعلى الخطاب المتزن والتناول الصادق والجاد للقضايا المشتركة حيث تمثل هذه المبادئ الأسس الصحيحة لعلاقات راسخة بين الدول والشعوب، وتجنب تداعيات عدم الاستقرار في هذه المنطقة المهمة من العالم على الأمن والسلم الدوليين». وفي طهران، قال القائد العام للجيش الإيراني الجنرال عطاء الله صالحي «لن نسمح لأي جهة بالتطاول على وحدة أراضى الجمهورية الإسلامية الإيرانية. التي لديها أطماع في أراضيها بتحريض من الأجانب يجب عليها إعادة النظر في مواقفها». وزاد صالحي: «أشعر بسعادة وفخر للزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية للجزر الثلاث التي هي جزء من أراضى وطننا الإسلامي. لن نسمح لأي جهة بأن تطرح أقاويل حول وحدة التراب الإيراني. لا نجامل أحداً في شأن سيادة أراضينا، سواء كان من خارج المنطقة أو من جيراننا. أصدقاؤنا يتأثرون أحياناً بأخطاء القوى الأجنبية، ويكررون ادعاءاتها».