تعترف إيزابيل الليندي أن بدايتها كصحافية ادت إلى سهولة كتابتها للأدب الروائي، خصوصاً القصة القصيرة وتضيف: «الدليل على ذلك أنني ما زلت استخدم الأساليب التي استخدمتها كصحافية، مثل إجراء الحوارات مع الناس. وككاتبة روائية أؤمن أن البحث عن طريق اللقاءات مع أشخاص حقيقيين خاضوا تجربة الحدث - مهما كان نوعه - هو أجدى من الذهاب إلى المكتبة وتفحص الكتب. هذه اللقاءات تكشف لك عن أمور لن تجدها في كتاب، ترى الصحافيين في الشوارع جنباً إلى جنب مع الناس، يتحدثون ويسهمون ويشاركون». وأوضحت: «أما الأدباء فقوم منعزلون تحتمي حياتهم عادة تحت مظلة الجامعة، أو أية مؤسسة كانت، إنهم مفصولون عن الحياة الحقيقية «الواقع» في هذا العالم، وينتهي بهم المطاف إلى الكتابة للأساتذة والطلاب والنقاد، فينسون أن العالم هناك، لذا تجد أن خلفيتي الصحافية قد ساعدتني بهذا الشكل، ثم إن الأمر الآخر الذي يساعد كثيراً هو أنك كصحافي لديك جمل قليلة تجتذب بها قراءك، وأنك تتنافس مع وسائل الإعلام الأخرى، ومع مقالات أخرى في الصحيفة نفسها، أو أية وسيلة إعلام تعمل بها، لذلك ينبغي عليك أن تكون متقناً للغة، وأن تتذكر أن أهم ما في الأمر أن يكون لك قراء. ومن دون قارئ لن يكون هناك نص، ولكن الأدباء ينسون ذلك، ويكتبون لأنفسهم». وتستدرك: «أما أنا فأجدني صحافية أكثر مني أديبة، إذ إنني لم أكتب لنفسي فقط سوى ذلك الكتاب الذي كتبته أخيراً «كتاب نبع من ألم بالغ» ولم يمكنني كتابة سواه، عندما كتبته لم أكن أفكر بنشره. لقد توفيت ابنتي منذ فترة وجيزة، وقد كانت في غيبوبة لمدة عام، وكنت أسهر على راحتها. خلال تلك السنة توقف كل شيء في حياتي، فكان لدي عام كامل أراجع فيه أسلوب حياتي». وتطرح إسزابيل على نفسها أسئلة كنت دائماً تتجنبها «أعاني من ألم مفرط. وأعتقد أنني ما زلت في ذلك النفق من الألم، وحقيقة أنني إذ أنجزت تأليف الكتاب، فقد كان لي بمثابة التنفيس من عدة أوجه، لذلك عندما بدأت كتابة باولا Paula كان هدفي الوحيد أن أبقى صامدة، وهذه هي المرة الوحيدة التي كتبت فيها من دون وضع القارئ في الاعتبار».