"مدينة السعادة" إصدار روائي للكاتبة والصحفية فاطمة آل عمرو، تحدثت فيها عن المجتمع بكافة أطيافه وطبقاته، وناقشت مفهوم السعادة والكآبة في الحياة، وكان لنا معها هذا الحوار: @ كيف كانت بدايتكِ مع الكتابة وماهي ابرز القضايا التي تستهويكِ؟ - الكتابة بالنسبة للكاتب هي الهواء الذي يتنفس من خلاله، علاقة الكاتب بالقلم هي علاقة حب تكون وطيدة إذا شعر بآلام الآخرين وكتب من اجلهم وعالجها بأسلوبه وبمصداقية، وبدأت بعد تخرجي من الثانوية العامة في كتابة مقالات في جريدة عكاظ بصفحة الموهوبين، وحالياً أعمل محررة صحفية. @ هل كان هذا دافع لدخولك عالم الصحافة؟ - نعم من هنا دخلت عالم الصحافة وكنت حينها لازلت ادرس في الجامعة والتي قامت بإحتضان هذه الموهبة بكل امانة ولا أنسى الاستاذة منال الشريف مسؤولة القسم النسائي بجريدة (المدينة) التي تعلمت على يدها أمانة الكلمة المكتوبة وكيفية الكتابة بمعاناة المجتمع والمرأة السعودية وكذلك والدي وزميلاتي في العمل وأصبحت من هنا أتلمس واتعمق اكثر فيما يشعر به الآخرون.. @ كيف جاءت فكرة الرواية ومتى أنجزتها؟ - يبدو أن الاكتئاب اليوم يعتبر مرض العصر، فالإحساس بالذنب والشعور بعدم الرضا والظلم والاضطهاد والوحدة وقد يعتقد الأغلبية بأن الشخصيات المشهورة وأصحاب الأموال والمطربين هم أكثرهم سعادة إلا أن العكس صحيح ومن هذا المنطلق كتبت (مدينة السعادة) ومزجتها بالخيال كي لايشعر القارئ بالملل بالإضافة إلى الأسلوب السهل التي تناسب جميع الفئات العمرية وكان هدفي الأساسي هو توصيل فكرة واضحة عن مفهوم السعادة الحقيقية لأن البعض يعتقد بأنها لغز يصعب فهمه، لذا وضعت شخصيات مختلفة وجديدة وممن يشعر بالألم والوحدة، لذا فكرت بطرح هذه القضية على شكل رواية مسلية بعيدة عن الملل ليتخيل القارئ أنه في مدينة السعادة بينما هو في الحقيقة وسط ذئاب مفترسة. @ بماذا تتحدث الرواية وماهي ابرز الشخصيات التي ناقشتها في روايتك علماً انك تطرقتِ إلى التحدث عن شخصية مارلين مونروا؟ وماهي المدة الزمنية التي انجزتي فيها الرواية؟ - في البداية وكأول رواية لي لم تكن سهلة أبداً، لقد استغرقت وقتاً لوضع الشخصيات لتكون فريدة من نوعها ومن ابرز تلك الشخصيات والتي كانت خيالية هي ملكة السعادة والتي تعيش في ارض السعادة وملكة التعاسة التي همت المجتمع وجعلتها تنتحر ومن هنا كيف يمكننا أن تغلب على الشر والأبطال قد يستطيعون أو لا يستطيعون، بالاضافة إلى وجود عدة شخصيات والتي تطرقت إلى شخصيات اكثر انسانية في روايتي ومنهم الطفل المصاب بالسرطان من العائلة المترفة ومنهم السكرتارية التي تفتقر للجمال والشاب العاطل عن العمل وتدور احداث القصة حول باحثة اجتماعية تبحث عن اسباب الانتحار وتدخل هنا إلى حامل مقتنيات المشاهير والذي سيختفي بعد ذلك والتي يريها فساتين رائعة لشخصيات معروفة لكن بداخلها حزن دفين ولاتظهر الا خلف الكواليس ومن ابرزهم مارلين مونروا والتي توفيت منتحرة. وغيرها من الشخصيات التي تغامر وتذهب للانتقام من ملكة التعاسة مع الأقزام المرسولين. وقد تم الانجاز والانتهاء من الرواية بعد عام ولكن لم تجد النور الا في هذا العام. @ سمعنا انه في بدايتك الادبية كانت لكِ حادثة سرقة لأولى مؤلفاتك فهل لكِ ان تخبرينا عنها؟ - نعم صحيح، كانت لدي رواية واحدة كتبتها بخط يدي بعد انتهائي من مرحلتي الثانوية ولم أكن أفكر في نشرها على الاطلاق وعندما التحقت بالجامعة كان احد الموظفين والذي يترأس منصباً في الجامعة في ذلك الوقت، أراد الإطلاع عليها ولكن مع الأسف لم يقتصر على الاطلاع فقط وإنما أخذها دون وجه حق وعندما أردت بحسن النية وطلبتها رفض أن يعطيني أول عمل روائي لي ولازالت بحوزته وللأسف أنه كان صحافياً سابقاً ولم ينجح كصحافي.. @ كثير من الكتاب مايواجه صعوبات في أول عمل روائي له، في تلك اللحظة من وقف بجانبكِ في روايتكِ (مدينة السعادة)؟ - يبدو أن الاستعجال في العمل الروائي وكتابة رواية خلال شهرين أو ثلاثة أشهر هي أبرز مايهم الكاتبات في مثل عمري وفي هذا الزمن أكثر من اهتمامهم بالمواضيع التي سيناقشونها وإن كانت تلك المواضيع التي تتحدث عن العلاقات المحرمة والإكثار منها والفضائح هو من اهتماماتهن دون وضع حلولاً لها وهذا مايهم المجتمع السعودي في الروايةالاكثار من (العلاقات - الفضائح) دون الإهتمام بالمبدعين ودون التطرق بالمواضيع المهمة التي يناقشها هذا المبدع في حين دول الغرب والمجتمعات غير الإسلامية نجد أن الاهتمام بالمبدع هو الأهم ولا نستطيع أن نقارن بعض روايات السعوديين ورواياتهم فلا وجه للمقارنة فيما بينهما، فهناك اختلافات كثيرة منها مستوى طرح القضية الرفيع الذي يناقشون فيه إضافةً إلى تاريخهم الحافل بالانجازات، فأعتقد أن لهم نظرة ثاقبة ويوجهون رسالتهم بطريقة غير مباشرة، ناهيكم عن الإهمال الذي يتعرض له المبدع وعدم تعاون الكتاب إلا من رحم ربي، ولكن لا أنسى فضل والدي الذي اهتم كثيراً في روايتي وكان فخوراً بهذا الانجاز. @ ماهي ابرز مشاريعكِ الأدبية القادمة ؟ مشاريعي القادمة ان شاء الله هي مجموعة سلسلة خاصة بالاطفال ورواية خيالية وأخرى واقعية ستكون مفاجأة غير متوقعة للصحافة السعودية وسوف افصح عنها بعد الانتهاء منها.