كشف الناقد علي الشدوي في مقاله الذي نشر في ملحق «آفاق» في 3 من شهر نيسان (ابريل) الجاري، حقيقة الصراع الذي يدور بين دور النشر السعودية الجديدة، وتنافسها بين بعضها البعض، على استقطاب الكتاب. مقال الشدوي لامس، في شيء من القسوة، ما اعتبره هشاشة في الوعي وغياب المشروع الثقافي لدى عدد من الناشرين السعوديين الجديد. فيما دافع الكاتب محمد الرطيان، الذي يبدو أنه أحد أسباب الصراع، بين داري «طوى» ويملكها الكاتب والناشر عادل الحوشان وبين دار «مدارك» لصاحبها الإعلامي تركي الدخيل، عن خياره في ترك دار «طوى» والذهاب إلى «مدارك»، مؤكداً ل «الحياة» إن مسألة العلاقات الإنسانية في ما بينه وبين أصدقائه «من أصحاب دور النشر» كانت وما زالت أكبر من قضية الانتقال، التي لم أواجه فيها أية مشكلات»، مشيراً إلى أنه لا يحب الحديث عن تفاصيل شخصية لا تعني غيره، وتعني فقط الكاتب وخياراته في السوق. وأوضح الرطيان أنه لا يعرف ما يحدث بين أصحاب دور النشر، ولا يعنيه ذلك. وقال: «ما يهمني في هذا الأمر هو ما يعنيني ككاتب ولا أكثر من ذلك. ومن حق صاحب أي دار نشر التفكير بالمردود المالي لمشروعه الثقافي، فدور النشر ليست جمعيات خيرية في النهاية، والفشل لمن لم يضع الاعتبار الاقتصادي أساساً لمشروعه وهذا لا يقلل من الاعتبار الثقافي». وأكد أن مسألة الانتقال من دار إلى أخرى، «لا تعني وجود ضعف أو تجاوز في الالتزام الأخلاقي»، مضيفاً انه لا يستطيع فهم ذلك التجاوز المقصود، متسائلاً: «هل يجب أن يظل اسمي مرتبطاً بدار نشر واحدة؟ هل هذه هي أخلاق النشر؟ هذا كلام غير منطقي، فالمسألة يحكمها السوق وما يحدث فيه من التنافس والعروض، كون التنافس سينتج عنه نتائج إيجابية، وهذه ليست قضية ولماذا نصنع قضية من لاشيء، ولربما يأتي ذلك اليوم الذي اترك فيها دار «مدارك» وانتقل لدار أخرى، ومسألة الانتقال ليست محصورة في الكتّاب الذين أخذتهم مدارك». ونفى الكاتب محمد السيف، من دار «جداول»، «وجود حالة من الصراع تدور بين دور النشر»، مضيفاً أن «من حق أي دار نشر في العالم العمل على استقطاب الكاتب المميز»، مؤكداً في الوقت نفسه «أن الهدف الأول لدار «جداول» هو العمل على تقديم القيمة المعرفية، قبل الحديث عن المؤلف وعن المردود المالي». وقال السيف إن بإمكان الشدوي الاطلاع على إصدارات دار جداول التي تصل إلى 130 كتاباً، «وأما أن يبني رأيه حول منشورات الدور بمجرد الاطلاع السريع أو من خلال السماع، فهذا موضوع آخر. وفي العموم فكلامه غير صحيح ولا ينطبق على دار جداول». ورد السيف على تساؤل الشدوي حول: لماذا لم تفكر الدور الجديدة في الكتب ذات الخلفية العلمية وكتب الخيال العلمي؟ قائلاً: «وماذا عن كتب دار جداول التي تناولت جوانب أخرى من المعرفة، ولنفترض أننا أهملنا هذه الكتب وتوجهنا لكتب الخيال العلمي، لما سلمنا من نقده، وسيقول لنا: لماذا لا تكتبون في الفكر والفلسفة». وأكد السيف أن الناقد «بصير ومن السهولة بمكان القيام بعملية النقد وإلقاء السباب، لكن الشدوي مع ذلك لن يستطيع تقديم ربع ما قدمته دور النشر الجديدة، أو ما أنجزته الشركة العربية للأبحاث والنشر، وبإمكان الشدوي تأسيس دار تختص بكتب الخيال العلمي، حتى تكتمل المنظومة المعرفية بين دور النشر». ومن جانبه امتنع عادل الحوشان عن التعليق في هذا الموضوع. يذكر أن مقال علي الشدوي تطرق إلى ما اعتبره صراعاً بين دور النشر السعودية الجديدة، من خلال استقطاب بعضها لكتاب عدهم نجوماً من دور النشر الأخرى. وأشار إلى أن الفعل يشكل خرقاً لأخلاقيات مهنة صناعة النشر، ومؤشر على الهشاشة في تصور النشر، وهشاشة في الالتزام الأدبي والخلقي لدى بعض دور النشر وكتابها. وقال الشدوي: «شعرت وأنا أتابع بعض الدور الجديدة واستقطابها النجوم من الكتاب أنها نشأت وبدأت في تقبل الفكرة القائلة بنهب كتب معينة، وبنهب كتاب معينين تباع كتبهم وأن لا مجال عندها لأن تتوقف وتسأل عن القيمة المعرفية لما تصدره».