حدد مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور صالح الصالحي في محاضرة قدمها بعنوان «التوحد، سبل التشخيص ووسائل العلاج» نسبة أطفال التوحد في السعودية بطفل توحد بين كل 150 إلى 180 طفلاً، مؤكداً على ضرورة الانتباه إلى حالات الإصابة به بين الأطفال والاهتمام بهم وتقديم الرعاية الخاصة لهم، فيما ناشدت مديرة إدارة التربية الخاصة نادية المهنا وزارة الصحة بتوفير ممرضات بمعاهد التربية الخاصة، مُركِّزة على دورهن الضروري في علاج حالات الإغماء والصرع والتشنجات ومتابعة الحالات الصحية والحوادث الطارئة وإسعافها. وأوضح الصالحي خلال (ملتقى سلوك وتواصل) الذي تعقده إدارة التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، أمس ويستمر يومين، تحت شعار «أنا معك»، أن «أفضل الإجراءات العلاجية هي عمليات التدخل السلوكي المبكرة التي تعتمد على الدليل»، وألمح لبعض مؤشرات الإصابة بالتوحد كعدم وجود ابتسامات عريضة، أو تعبيرات تبين سعادة الطفل، والتي من الطبيعي أن تصدر عن الطفل الرضيع في عمر ستة شهور أو أكثر، وعدم الاستجابة للأصوات والرد على الابتسامات والملاطفات، كذلك عدم صدور تمتمات عن الطفل البالغ 12 شهراً، وانعدام صدور حركات أو تعبيرات الاستياء أو التلويح وعدم النطق حين بلوغ الطفل 16 شهراً، وعدم الاستجابة من قبل الطفل عندما يُنادى باسمه وغيرها. وأكد رئيس قسم التربية الخاصة في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور نايف الزارع خلال محاضرته في الملتقى على «اعتبارات تدريس ذوي اضطراب التوحد»، مشيرا إلى أن إعادة كتابة الطفل للنص المطلوب حفظه هي أفضل وأسرع طريقة للحفظ، مبينا «أنه ليس من المحبَّذ تقديم أكثر من مثير حسي في نفس الوقت لطفل التوحد». ومن جهتهم، طالب عدد من أولياء الأمور وأمهات أطفال التوحد في المنطقة الشرقية إدارة التربية الخاصة التابعة للإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، بتخصيص مركز تعليمي تربوي صحي يقدم الرعاية الصحية الأولية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، كأطفال التوحد والإعاقة العقلية وصعوبات التعلم وذوي الاضطرابات السلوكية وغيرها كما يقدم الخدمات المكثفة المتكاملة بالتنسيق والشراكة بين الإدارة العامة للتربية والتعليم والمديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، حيث يقدّم هذا المركز الخدمات اللغوية والتدريب على المهارات الأكاديمية وتعديل السلوك، والعلاج الوظيفي والفحوصات الإكلينيكية، والعلاج الطبيعي وعلاج هذه الفئات. وقالت إيمان زينل أم لطفل توحد (عمره 11 سنة): «طفلي ضائع بين مدارس التعليم العام ومدارس التربية الفكرية، فهو أعلى قدرات من الفكرية ولا يستطيع دراسة مناهج التعليم العام كماً ونوعاً، فهو يحتاج لمركز خاص وهذا حقه كمواطن»، وأيّدتها الرأي نسرين سليمان أم لطفل توحد (يبلغ من العمر سبع سنوات)، مضيفة «هؤلاء الأطفال ليسوا بالقلّة ويبلغ عددهم ما يربو على 80 طفلاً ولكنهم فئة مهمّشة». وعقدت مديرة التعليم والتدريب في مركز الأمل المنشود في جمعية أم القرى الخيرية النسائية في مكةالمكرمة نرمين قطب، ورشة عمل خلال الملتقى بعنوان «الفنيات التطبيقية لتعديل السلوك حسب المنشأ». كما نفّذ الأستاذ المشارك في قسم التربية الخاصة في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أحمد الدوايدة ورشة «تطبيقات برنامج بيكس في البيئة المنزلية» وهي عبارة عن بطاقات التواصل مع الأطفال التوحديين غير الناطقين. وعلى هامش الملتقى حصل الحاضرون من مشرفات ومشرفين ومعلمات ومعلمين وأولياء أمور على عدد من النشرات والكتيبات والأدلة الإرشادية من إصدار إدارة التربية الخاصة.