باتت العاصمة الليبية طرابلس مهددة بكارثة بيئية وإنسانية، بعد اندلاع حرائق في خزانات ضخمة للوقود والغاز قرب المطار، نتيجة إصابتها في القصف بين الفصائل المتحاربة. وحضت شركة «البريقة» التي تملك الخزانات والمؤسسة الوطنية للنفط السكان في منطقة قطرها خمسة كيلومترات على إخلاء مساكنهم، تحسباً لانفجار الخزانات او اتساع نطاق الحرائق، فيما طلبت الحكومة من المجتمع الدولي المساعدة في اخماد الحرائق في المنطقة التي تبعد نحو 12 كيلومتراً عن وسط العاصمة. وأعرب عدد من الدول من بينها ايطاليا واليونان، عن استعداده لإرسال طائرات وفرق متخصصة في إطفاء الحرائق، فيما عانى رجال الاطفاء الليبيون من انقطاع المياه التي ضخوها لتبريد الخزانات، ما رجح استمرار اندلاع الحرائق لمدة 48 ساعة على الاقل. وكانت النار التهمت خزاناً للوقود في مستودع «شركة البريقة للنفط الليبية» قبل أربعة أيام نتيجة اصابته بصاروخ في الاشتباكات للسيطرة على المطار والتي دخلت اسبوعها الثالث. وتحتفظ الشركة في خزاناتها في طرابلس بكميات من الوقود تنقل بصهاريج من مصفاة البريقة شرق البلاد. وأصيب مساء أول من امس، خزان ثانٍ في المستودع يحتوي 15 مليون ليتر من الوقود، كما قال ل «الحياة» الناطق باسم المؤسسة الوطنية للنفط محمد الحراري والذي أعرب عن «مخاوف كبيرة من احتمال انتقال النار الى خزان ثالث يحتوي 15 مليون ليتر ايضاً. وفي ظل استمرار الاشتباكات والقصف المتبادل، تهافت سكان في العاصمة على بضعة محطات وقود في الضواحي لتعبئة سياراتهم، تحسباً لأزمة شديدة، فيما أكد الحراري ل «الحياة» تواصل امدادات الوقود الى العاصمة من مصفاة الزاوية. وارتفعت اعمدة الدخان في سماء المنطقة المحيطة بالخزانات والتي تكتظ بمنازل بنيت عشوائياً تحيط بسور مستودعات الشركة من دون تقديرات للأخطار. وأعرب مدير أمن طرابلس العقيد محمد سويسي عن مخاوفه من أن يؤدى حريق خزانات «البريقة» إلى كارثة كبيرة في المناطق المحيطة، وحذر من أن ارتفاع درجة الحرارة قد ينتج منه انفجار خزانات الغاز. وبدت طرابلس خالية من الحركة في اول ايام عيد الفطر امس، وأغلق معظم المؤسسات أبوابه، فيما تواصلت الاشتباكات حول المطار، وسمع بين الحين والآخر، دوي انفجارات هائلة نتيجة التراشق بصواريخ «غراد» وقذائف «هاون». على صعيد آخر، أكدت مصادر رسمية في طرابلسوالقاهرة ان أي مصري لم يقتل في القصف الذي استهدف منطقة شعبية جنوبطرابلس قبل يومين، خلافاً لما ذكره السفير المصري لدى ليبيا محمد أبو بكر الذي يزاول عمله من القاهرة بعد اضطراره الى مغادرة طرابلس. وأفادت مصادر في ليبيا ان الأمر اختلط على السفير كون المنطقة مكتظة بعمال مصريين. وأشارت المصادر الى سقوط ضحايا أفارقة في القصف، فيما أعلن الأمين العام ل «جهاز شؤون السودانيين العاملين في الخارج» السفير ماجد سوار، أن عشرة سودانيين على الأقل قتلوا بسقوط صاروخ «عشوائياً» على المنطقة السكنية، وأشار الى اصابة عدد آخر بجروح بعضها خطرة. وناقشت غرفة عمليات الطوارئ في الجهاز السوداني في اجتماع برئاسة السفير سوار، قضية السودانيين العالقين في بعض المطارات والمنافذ الحدودية الليبية، تمهيداً لإجلائهم الى بلادهم.