«يريدون أن يحرقونا»، عبارة ترددت على لسان كثيرين من سكان طرابلس، خصوصاً المناطق التي تدور فيها اشتباكات منذ اكثر من اسبوع، في اطار المعركة للسيطرة على المطار. تصاعُد حدة القصف المتبادل بين مسلحي الزنتان وتحالف القوى المناهضة لهم بقيادة مقاتلي مصراتة، أثار حالاً من الذعر والهلع بلغت ذروتها، ما دفع عائلات كثيرة الى الهروب من منازلها في محيط المطار وفي مناطق قصر بن غشير وأبو سليم والأكواخ، جنوب العاصمة طرابلس. ووجد النازحون داخل مدينتهم تعاطفاً في مناطق لجوئهم حيث شكلت لجان لتأمين السكن لمن لم يستطع اللجوء لدى اقارب له، او توفير المستلزمات الضرورية لهم من المياه الى الأدوية والأطعمة وسواها. وتزايدت موجة النزوح من مناطق الاضطرابات امس، مع مخاوف من انفجار خزان نفط رئيسي بعد سقوط صاروخ «غراد» عليه ليل اول من امس، ما هدد بإحراق المنطقة المحيطة به بالكامل. وأدى الصاروخ الى اندلاع حريق في خزان «الديزل» في مستودع «شركة البريقة لتوزيع مشتقات النفط». غير أن أحمد صمود، المشرف على وحدة الأمن الصناعي في مستودع شركة البريقة، سارع أمس، إلى اعلان السيطرة على الحريق، مؤكداً اتخاذ الشركة «احتياطات تحسباً لسقوط القذائف، من بينها افراغ الخزان الضخم، بعد تعرض مقر ادارة المبيعات في منطقة المستودع الى قصف صاروخي في فترة سابقة». ولم تقتصر المخاوف على الدمار الذي يلحقه سقوط القذائف والصواريخ على المنازل والممتلكات العامة والخاصة، بل ترافق ذلك مع انتشار انباء عن سرقات طاولت منازل النازحين بسبب الاشتباكات، ونهب محتوياتها. وقال الصيد الحداد الناطق الإعلامي في بلدية قصر بن غشير ان «أكثر من 100 منزل غادرها سكانها على خلفية الاشتباكات، تعرضت للنهب وسرقة كل محتوياتها اضافة الى سيارات متوقفة خارجها». وفي وقت وصل الاستنفار ذروته في اوساط مقاتلي مصراتة والمتحالفين معهم من مدن أخرى، سرت أنباء عن ان مسلحي الزنتان رفضوا الاستجابة لطلب مشايخ المدينة الواقعة غرب ليبيا، بالانسحاب من المطار ومقار وزارات الدفاع والداخلية والكهرباء ورئاسة الأركان العامة وإدارة الحسابات العسكرية ومعسكرات «7 أبريل» و»اليرموك»، وتسليمها الى رئاسة الأركان. كذلك رفض مقاتلو الزنتان تنفيذ قرار رئيس الأركان حل كتيبتي «القعقاع» و»الصواعق» المتحالفتين معهم ومع «عملية الكرامة» التي يقودها اللواء خليفة حفتر. وفي بنغازي، تواصلت الاشتباكات العنيفة والدامية بين قوات «تحالف شورى بنغازي»، المشكل من كتائب «درع ليبيا» و»17 فبراير» و»راف الله السحاتي» و»أنصار الشريعة» من جهة، وبين قوات حفتر من جهة أخرى. وشملت الاشتباكات مناطق سي فرج والقوارشة وقنفودة ووسط بنغازي. وامتدت الاشتباكات الى محيط «مطار بنينة الدولي» في بنغازي، ما دفع انصار حفتر المتمركزين في المطار، الى استخدام الطيران الحربي والمروحيات لمنع تقدم مسلحي «تحالف شورى بنغازي» نحوه. وسقط جراء تلك الاشتباكات حوالى 20 قتيلاً إضافة إلى عشرات الجرحى. خطف نائب ليبي مسنّ الى ذلك، هدد شباب من بنغازي بمنع ممثلي الزنتان من حضور جلسات مجلس النواب الجديد المقررة في المدينة، ما لم يعمد خاطفو النائب سليمان زوبي الى اطلاق سراحه في مهلة 24 ساعة. وكان النائب المسن اختطف في طرابلس بعد انتقاده مقاتلي الزنتان الذين وزعوا صوراً له في الحجز وهو يتناول الإفطار اول من امس.