أعلنت السلطات الأوكرانية أمس، أن تحليل الصندوقين الأسودين لطائرة الركاب الماليزية أظهر أنها أُسقطت في شرق البلاد بسبب «انخفاض في الضغط نجم من انفجار هائل» سببه صاروخ، في حادث اعتبرت مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أنه يرقى إلى «جريمة حرب». وقال أندريه ليسينكو، الناطق باسم المجلس الوطني الأوكراني للأمن والدفاع: «إن معطيات أجهزة التسجيل تدل على أن تدمير الطائرة وسقوطها نجما من انخفاض قوي في الضغط مرتبط بانفجار بسبب ثقوب أحدثها انفجار صاروخ». ومكتب التحقيق البريطاني في الحوادث الجوية (مقره فارنبورو غرب لندن)، مكلف درس الصندوقين الأسودين اللذين عُثر عليهما في مكان الحادث الذي أوقع 298 قتيلاً. ويُفترض أن يقوم فريق دولي بقيادة هولندا بتحليل المعطيات، علماً أن كييف والغرب يتهمان انفصاليين موالين لروسيا بإسقاط الطائرة، فيما تحمّل موسكو الحكومة الأوكرانية مسؤولية الحادث. وأعلنت السلطات الهولندية أن خبراء الطب الشرعي والشرطيين الأستراليين والهولنديين الذين حاولوا الوصول إلى موقع تحطّم الطائرة، في منطقة خاضعة لسيطرة الانفصاليين، عادوا أدراجهم بسبب سماع «دوي انفجارات» قريبة. وذكرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن خبراءها سافروا مع الخبراء الأستراليين والهولنديين، مشيرة إلى أنهم أُجبروا على العودة إلى العاصمة الإقليمية دونيتسك ل «أسباب أمنية». وقال الزعيم الانفصالي فلاديمير أنتيوفييف في دونيتسك إن الانفصاليين الذين رافقوا الخبراء الدوليين، واجهوا قتالاً واضطروا للعودة. وأكد ناطق عسكري أوكراني أن الجيش لا يشن معارك قرب موقع الحادث، وسأل وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين: «هل يدمّر الإرهابيون الأدلة بوقوع جريمة؟». لكن الجيش الأوكراني أعلن دخول قواته مدينتَي شاختارسك وتوريز (شرق دونيتسك) اللتين كانتا خاضعتين لسيطرة الانفصاليين، قرب موقع تحطّم الطائرة، واستعادتها السيطرة على «سافور موغويلا التي تشكّل مرتفعاً استراتيجياً على تخوم منطقتَي دونيتسك ولوغانسك ومنطقة روستوف في روسيا»، مشيرة إلى أن «الإرهابيين كانوا يطلقون منها النار على الجنود الأوكرانيين وقرى». وأشار الجيش إلى معارك في سنيجني القريبة من المكان، فيما أقرّ أنتيوفييف بأن «الأوكرانيين سيطروا على جزء من منطقة تحطّم» الطائرة. الأممالمتحدة في غضون ذلك، تطرّقت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي إلى تحطّم الطائرة الماليزية، مشيرة إلى أن «هذا الانتهاك للقانون الدولي يمكن اعتباره، نظراً إلى الظروف، جريمة حرب». وشددت في تقرير على أن «كل الجهود ستبذل لإحالة المسؤولين عن هذه المأساة، أياً كانوا، أمام القضاء»، مؤكدة وجوب «إجراء تحقيق سريع ودقيق وفاعل ومستقل في الحادث». وأبدت قلقاً من «تصعيد في حدة المعارك في دونيتسك ولوغانسك»، متهمة جانبَي النزاع باستخدام «أسلحة ثقيلة، مثل المدفعية والدبابات والصواريخ والقذائف الصاروخية، في مناطق سكنية». وأفاد تقرير بيلاي بأن «1129 شخصاً على الأقل قُتلوا وجُرح 3442» منذ إطلاق كييف «عملية مكافحة الإرهاب» في نيسان (أبريل) الماضي. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مراقبين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا سيتوجهون «في الأيام المقبلة» إلى نقطتَي مراقبة في دونيتسك وغوكوفو، على الحدود بين أوكرانياوروسيا. وأضاف أنه حض نظيره الأميركي جون كيري على أن «يطلب من معاونيه في منظمة الأمن والتعاون عدم التدخل في تطبيق الاتفاق». وتؤكد واشنطن أن نقطتَي المراقبة تُستخدمان لتزويد الانفصاليين «أسلحة ثقيلة». ونشرت الولاياتالمتحدة 4 صور التقطتها أقمار اصطناعية، اعتبرت أنها «دليل على أن روسيا تطلق النار على أوكرانيا». وتُظهر الصور ما تقول واشنطن أنها بطاريات روسية على أراضيها، وأثار حفر قنابل على الأرض قرب مواقع عسكرية أوكرانية، وأسلحة ثقيلة زودتها بها موسكو ويسحبها انفصاليون من داخل أوكرانيا.