تفاوت نجاح الثنائيات والثلاثيات الفنية التي تجددت هذا العام بين عدد من النجوم والمؤلفين والمخرجين في المسلسلات الرمضانية. ففي الوقت الذي حقق بعض هذه الأعمال نجاحاً لافتاً، وكسب أصحابها رهاناتهم، مرت أعمال أخرى مرور الكرام، وواجهت انتقادات تنذر بفك ارتباط أصحابها مستقبلاً. ويأتي في مقدم الأعمال التي حظيت بشعبية وإشادة من النقاد مسلسل «سجن النسا» لنيللي كريم ودرة وروبي وسيناريو وحوار مريم نعوم وإخراج كاملة أبو ذكرى. وعلى رغم أن الجميع تخوف في بداية تصوير المسلسل من الاتكاء على نجاح مسلسل نيللي ونعوم وأبو ذكري في رمضان الماضي «ذات» إلا أن النتائج المبهرة للعمل صبت في مصلحة الجميع، وأثبتت وجود انسجام فني كبير بين الثلاثي، انعكس إيجاباً على العمل. الأمر ذاته تكرر مع مسلسل «دهشة» من بطولة يحيى الفخراني وتأليف عبدالرحيم كمال وإخراج شادي الفخراني، وهو الثلاثي الذي تعاون فى رمضان قبل الماضي في مسلسل «الخواجة عبدالقادر» والذي كان حقق نجاحاً لافتاً، جعل الثلاثي يقدم تحفة فنية جديدة هذا العام عن مسرحية «الملك لير» لوليام شكسبير لتقديمها في مسلسل «دهشة» الذي وصل فيه الثلاثي إلى القمة، حيث قدموا عملاً يمثل نقطة تحول مهمة في الدراما العربية، ووصل فيه الفخراني إلى قمة نضجه الفني، وكان سبباً مباشراً في تطور كبير في أداء جميع المشاركين فيه ومنهم نبيل الحلفاوي وفتحي عبدالوهاب وياسر جلال وحنان مطاوع ويسرا اللوزي. ونال مسلسل «أبو هيبة في جبل الحلال» من بطولة محمود عبدالعزيز وإخراج عادل أديب، في ثاني تعاون بينهما بعد «باب الخلق» استحسان الجمهور والنقاد، وهو ما دفع فريق العمل إلى التفكير جدياً في استثمار نجاح العمل من خلال تقديم جزء ثان، رغم أن المؤلف ناصر عبدالرحمن الذي يعد العمل تجربته الأولى في مجال الدراما التلفزيونية لم يحسم أمره بعد. ويبدو واضحاً التناغم بين المؤلف حسان دهشان والمخرج إبراهيم فخر فى مسلسل «ابن حلال» لمحمد رمضان في أول بطولة مطلقة له في التلفزيون، بعدما حققا نجاحاً مميزاً قبل عامين في تعاونهما الأول من خلال مسلسل «خرم إبرة» لعمرو سعد. أما مسلسل «تفاحة آدم» من تأليف محمد الحناوي وبطولة خالد الصاوي في ثاني تعاون بينهما بعد «خاتم سليمان» فحقق بدوره نجاحاً أثبت من خلاله الصاوي امتلاكه موهبة وطاقة فنية كبيرة، خصوصاً أنه جسّد في الأحداث أكثر من شخصية قدّمها بمهارة وحرفية، كما كان فرصة لتغيير الجلد الفني لبطلتيه ريهام عبدالغفور وبشرى. وعلى رغم النجاح الجماهيري الذي حققه مسلسل «صاحب السعادة» لعادل إمام وتأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام، إلا أنه واجه انتقادات شديدة من النقاد، بدعوى سطحية ونمطية موضوعه، ورتابة أحداثه. ولم يشفع اجتهاد المؤلف حسين محرم والمخرج أحمد صقر لمسلسل «كيد الحموات» (بطولة ماجدة زكي وهالة صدقي) الذي لم يحقق النجاح المأمول، واعتبره كثر مفتعلاً في قضاياه النسوية. الأمر ذاته تكرر في «دكتور أمراض نسا» من تأليف أحمد عبدالفتاح وبطولة مصطفى شعبان، وهو الثنائي الذي قدم قبلاً مسلسلي «الزوجة الرابعة» و«مزاج الخير». وعلى رغم الحرص على احتواء الأحداث على قصص حب وعشق وخيانة بالجملة بدعوى أنها تثير لعاب الجمهور مثلما حدث في العملين السابقين، إلا أن حالة التشبع وتوقع تفاصيل الأحداث حالا دون الاهتمام الجماهيري بالعمل. الهجوم ذاته تعرض له «فيفا أطاطا» لمحمد سعد وتأليف محمد نبوي وسامح سر الختم، وهو الثنائي الذي تعاون معه سعد في أكثر من عمل سينمائي، واعتبر كثر إصراره على العيش في جلباب «اللمبي»، رغم إضافته إليها «أطاطا» بمثابة مقبرة عميقة لموهبته الفنية التي استنفدها.