موسكو - ا ف ب - غادر نواب حزب روسيا العادلة الدوما (مجلس النواب) احتجاجاً على تصريحات لفلاديمير بوتين بينما كان يقدم حصيلة ادائه كرئيس للحكومة والخطوط العريضة لسياسته المقبلة كرئيس. وغادر نواب الحزب المعارض روسيا العادلة (64 من اصل 450) قاعة مجلس الدوما احتجاجاً على تصريحات لبوتين حول اضراب عضو سابق في الحزب اوليغ تشين وعدد من انصاره عن الطعام في استراخان (جنوب غرب روسيا) من اجل التنديد بعمليات تزوير في الانتخابات. ويدين هؤلاء فوز مرشح حزب فلاديمير بوتين في الانتخابات البلدية التي جرت في الرابع من آذار(مارس) في استراخان في انتخابات يقولون انها شهدت عمليات تزوير. وقال بوتين الذي سيتولى الرئاسة رسمياً في السابع من ايار(مايو) لولاية مدتها ست سنوات "على حد علمي زميلكم تشين بدأ اضراباً عن الطعام لكنه لم يلجأ الى القضاء وهذا غريب بصراحة". واضاف رئيس الوزراء الروسي "لماذا يقوم باضراب عن الطعام بينما تستطيع المحكمة توضيح الامور"، مؤكداً في الوقت نفسه انه لا يعرف تفاصيل القضية. وكتب النائب ايليا بونوماروف على صفحته في "تويتر" ان زعيم حزب روسيا العادلة سيرغي ميرونوف "أصدر الأمر بالخروج من القاعة بسبب وقاحة بوتين. نحن راحلون". من جهته، قال ميرونوف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء انترفاكس لتبرير خروج نواب حزبه ان "رد رئيس الوزراء لا يرضينا. رئيس الوزراء قال انه لا علم له بالتفاصيل بينما هو مطلع على كل شيء". وبعد خروج النواب، اكتفى بوتين بالقول "قليل من الصمت، لا نتمكن من سماع بعضنا"، قبل ان يواصل الرد على اسئلة البرلمانيين. وعرض التلفزيون لقطات لنواب يغادرون القاعة بينما بوتين يعرض حصيلة اداء حكومته للعام 2011. ويشكل هذا الحادث ضربة لرجل روسيا القوي الذي واجه بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في كانون الاول(ديسمبر) حركة احتجاجية لا سابق لها منذ وصوله الى السلطة في العام 2000. وبعد ان عمل حزب "روسيا العادلة" طيلة سنوات الى جانب حزب "روسيا الموحدة"، وجه انتقادات عدة في الاشهر الماضية لحكومة بوتين على خلفية الاحتجاجات المتزايدة في البلاد. وشهدت روسيا في كانون الاول(ديسمبر) الماضي حركة احتجاج غير مسبوقة منذ التسعينات اضطرت معها السلطات الى السماح بقيام تظاهرات شارك فيها عشرات الالاف. الا ان المعارضة لم تنجح في حشد التعبئة منذ فوز فلاديمير بوتين من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية في 4 اذار(مارس) والذي كرس عودته الى الكرملين. وتقوم الشرطة باستمرار بتفريق التظاهرات غير المصرح بها ويواجه المعارضون عقوبة الحبس 15 يوما لرفضهم الامتثال. ومن المقرر تنظيم تظاهرة في موسكو في السادس من ايار(مايو) المقبل عشية مراسم تنصيب بوتين. وقد اعيد انتخاب فلاديمير بوتين في 4 اذار(مارس) بنحو 64% من الاصوات رئيساً للبلاد لولاية ثالثة بعد ولايتين من 2000 الى 2008. ونظراً لعدم امكانية توليه الرئاسة لاكثر من ولايتين متتاليتين وفقا للدستور، دفع بوتين بمعاونه المقرب ديمتري مدفيديف الى الكرملين عام 2008 ليصبح هو رئيسا للوزراء.