ألقت نتائج انتخابات الهيئة الاشتراعية الروسية بظلالها على التحضيرات لحملة الانتخابات الرئاسية المقررة في آذار (مارس) المقبل، وأشارت تقارير إلى تدهور شعبية رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، في شكل أثار مخاوف من احتمال عدم تمكنه من حسم المنافسة في الجولة الأولى. وتواصلت في روسيا، تداعيات انتخابات مجلس الدوما التي أجريت قبل أسبوعين، وأعقبتها احتجاجات شعبية واسعة النطاق. بدا أنها أثرت بقوة على شعبية بوتين، الذي حملته أحزاب المعارضة المسؤولية عما وصف بأنه «عمليات تزوير واسعة النطاق أسفرت عن سرقة 13 مليون صوت من المعارضة لصالح الحزب الحاكم»، كما قال رئيس حركة «تضامن» بوريس نيمتسوف. ولفت الأنظار أمس، توقف مركز دراسات الرأي العام عن نشر نتائج استطلاعات الرأي حول نسب شعبية بوتين كمرشح لانتخابات الرئاسة. وقال مصدر في المركز المعروف بكونه من أكبر المؤسسات البحثية رصانة في روسيا إن «قراراً اتخذ بالتوقف عن نشر نتائج الاستطلاعات التي نجريها أسبوعياً»، موضحاً أن نشاط المركز سيتواصل في دراسة معدلات التأييد للسياسيين الروس البارزين، لكن النتائج لن تعلن ابتداء من هذا الاسبوع. واعتبر خبراء أن القرار مرتبط بتدهور شعبية بوتين، علماً أن آخر استطلاع أجراه المركز ونشر نتائجه قبل يومين من انتخابات البرلمان دل على تدني شعبية بوتين إلى 54 في المئة بعدما كانت 61 في المئة في الفترة ذاتها من العام الماضي. ولفت الخبراء إلى أن نتائج الانتخابات البرلمانية التي دلت على تراجع مواقع حزب السلطة الذي يتزعمه بوتين من 64 في المئة في السابق إلى 49 في المئة، انعكست سلباً على رئيس الوزراء خصوصاً بعدما ارتبط اسمه باتهامات بالتزوير. وفي مؤشر إلى تزايد المخاوف حول سير الحملة الانتخابية الرئاسية في الربيع المقبل، بدأت وسائل الإعلام الروسية بمناقشة احتمال أن تشهد انتخابات الرئاسة جولة إعادة، بين أبرز مرشحين، ما يعني توقع عدم تمكن بوتين من حصد أكثر من نصف أصوات الناخبين في الدورة الأولى. وكان الزعيم الروسي حافظ على مدار سنوات طويلة على رصيد من الشعبية راوح بين 60 و70 في المئة وحتى قبل شهور قليلة كان أنصاره يعربون عن ثقتهم بقدرته على حسم معركة الرئاسة من دون جهد يذكر. ودفعت هذه الأجواء منافسي بوتين على مقعد الرئاسة الى الحديث عن «جولة انتخابية ساخنة» تشهدها روسيا، وأبدى رئيس الحزب الديموقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي أمس، بعد إعلان ترشيحه عن الحزب لخوض السباق إلى الكرملين، قناعته بالقدرة «على تحقيق فوز في الانتخابات المقبلة»، مشيراً إلى أن «ضغط الغرب على مرشح الكرملين سيسفر عن الذهاب إلى جولة إعادة يمكن أن تكون نتائجها مفتوحة». في غضون ذلك قدم أمس، زعيم حزب «روسيا العادلة» سيرغي ميرونوف أوراق الترشح للانتخابات الرئاسية، معرباً عن قناعته أيضاً بأن الانتخابات لن تحسم من جولة واحدة. وينتظر أن يعلن زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف الأحد المقبل، انضمامه إلى لائحة المتنافسين، التي انضم إليها أيضاً للمرة الأولى في تاريخ انتخابات الرئاسة في روسيا احد أبرز «حيتان المال» وهو الثري ميخائيل بروخوروف الذي صنفته مجلة «فوربس» كأغنى رجل في روسيا.