استشهد المصور التلفزيوني في قناة «الجديد» اللبنانية، علي شعبان (30 عاما) أمس في منطقة عكار الشمالية حين أطلق الجيش السوري النار على سيارة المحطة عندما كان شعبان مع فريق منها يصور الوضع على الحدود من الجانب اللبناني، فيما نجا الزميلان المراسل حسين خريس والمصور عبدالعظيم خياط بأعجوبة. وهذا الحادث هو الثاني الذي يتسبب بسقوط ضحايا لبنانيين بفعل تسارع التطورات الأمنية في سورية، بعد مقتل لبناني و6 سوريين وجرح أكثر من 16 آخرين يوم السبت الماضي حين سقطت قذيفة أصابت حجاجاً لبنانيين كانوا ذاهبين الى العراق، وسبق أن قتل عدد من اللبنانيين بإصابتهم برصاص سوري على الحدود في منطقتي البقاع والشمال خلال الأشهر الماضية. واستشهد الزميل شعبان حينما كان مع المراسل خريس والمصور خياط في خراج بلدة الشهيرة في منطقة وادي خالد الحدودية يجرون تحقيقاً مصوراً عن الوضع الحدودي، من الجانب اللبناني، وحينما وصلوا بالسيارة الى منطقة محاذية لمنطقة وجود الهجانة السوريين والجيش السوري والأكثر قرباً (أكثر من 5 أمتار) ألقوا التحية على الجنود هناك وأبلغوهم أنهم من محطة «الجديد» التي على سياراتها شعارها، فتابعوا التصوير لدقائق، لكن الرصاص ما لبث أن انهمر عليهم من الجنود السوريين أنفسهم، ما أدى الى إصابة شعبان الذي كان دخل السيارة مع خياط اصابة قاتلة في القلب، فيما كان خريس يتابع تسجيل بعض الملاحظات على دفتره فانبطح أرضاً بينما أخرج خياط شعبان من السيارة بعيداً من إطلاق النار، فاصيب الاخير اصابات اخرى. وزحف خريس وخياط اللذان ظهرا لاحقاً على شاشة «الجديد» وهما منهاران بعد فقدان شعبان، مدة ساعتين للابتعاد عن السيارة وإطلاق النار الذي استمر حتى بعد إصابة شعبان من دون أن يتمكن خياط من سحبه وبقي ينزف زهاء ساعتين. ولم يتمكن أهالي وادي خالد الذين حضروا لنجدة فريق «الجديد» من سحب خريس وخياط إلا بعد حضور دورية من الجيش اللبناني، ثم سحبت جثة شعبان الى مستشفى السلام في القبيات، وخاطر عدد من الشبان في مساعدة فريق المحطة على الخروج من المنطقة تحت وابل من الرصاص. وقالت محطة «الجديد» ان سيارتها أصيبت ب 40 رصاصة. وأثار الحادث ردود فعل لبنانية أبرزها من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي استنكر إطلاق النار الذي تعرض له فريق محطة «تلفزيون الجديد» قرب الحدود الشمالية وداخل الأراضي اللبنانية». وأعرب عن تعازيه الحارة وتعاطفه مع أهل المصور الشهيد وذويه ورفاقه في المؤسسة التي يعمل فيها معلناً تضامنه الكامل معهم. وأجرى سليمان اتصالاً بصاحب محطة «الجديد» تحسين خياط معزياً، كما اتصل بوزير العدل شكيب قرطباوي والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري والسفير اللبناني لدى سورية ميشال خوري طالباً جلاء ملابسات الحادث ومتابعة التحقيقات كي تأخذ الإجراءات القضائية مجراها وفق القوانين المرعية، ودعا الى إجراء التحقيقات اللازمة لدى الجانب السوري لتحديد المسؤوليات ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلاً». واستنكر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الحادث. وقال: «سنبلغ الجانب السوري إدانتنا لهذا العمل المرفوض ومطالبتنا بالتحقيق ومحاسبة الفاعلين». ودان الرئيس السابق، رئيس حزب الكتائب أمين الجميل «الاعتداء على فريق الجديد» وتوجه بالتعزية الى المحطة والإعلام اللبناني، ودعا الحكومة اللبنانية الى أن تضبط الحدود اللبنانية – السورية كي لا تتكرر هذه الاعتداءات المؤلمة». كذلك فعل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية حدوثه لأنها «تغاضت عن سلسلة الاعتداءات والاختراقات المتواصلة للقوات السورية للأراضي اللبنانية منذ أشهر». ودعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى «كشف ملابسات القضية وضبط الحدود اللبنانية – السورية وحماية الحريات والصحافيين». ورأى وزير الإعلام وليد الداعوق أن الحادث جريمة نكراء. ودعا الإعلاميين الى التزام توجيهات الأجهزة الأمنية في المناطق الحساسة لكنه اعتبر ان حرية التعبير تقضي بأن يكون عمل الصحافي حراً في كل مكان من دون تأثير. وقال إن الشهيد علي شعبان كان له فضل كبير على الإعلام اللبناني. يذكر أن شعبان من المصورين المندفعين وساهم في تغطية حرب تموز 2006، وأحداث 7 أيار 2008 الأمنية وأحداث مخيم نهر البارد. وقال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ان اطلاق النار على شعبان كان «بهدف القتل المتعمد وممارسة الاستعلاء وفرض السيطرة وكل ذلك نتيجة الاستخفاف والاستهانة بسلطة الدولة اللبنانية وهيبتها وهو تكرار لجرائم واعتداءات مماثلة». وطالب الحكومة اللبنانية «بوضع حد لهذا التمادي المفرط بالتعدي على سيادة لبنان وباعلام الجامعة العربية بهذه الجريمة المرفوضة».