تراجعت جماعة «الاخوان المسلمين» عن تصعيد توعدت به الحكومة امس امام مسجد الجامعة الاردنية احتجاجاً على ما تسرب من مشروع قانون الانتخاب الذي من المفترض ان يقره مجلس الوزراء اليوم ويحيله على مجلس النواب. وتحولت دعوة المهرجان الى «وقفة» حضرها نحو مئة شخص، وهو أقل حضور لفعاليات إسلامية منذ انطلاق حركة الاحتجاجات في الاردن قبل أكثر من سنة، وركز عشرات المشاركين في هتافاتهم على «إسقاط مجلس النواب ورفض القبضة الامنية». والقى النائب السابق محمد عقل كلمة قال فيها: «الشعب يريد ان يحكم حكماً رشيداً ويريد محاربة الفساد وان ينتصر لقضايا الامة والقدس وفلسطين». وهاجم مشروع قانون الانتخاب واعتبره «مسخ القوانين»، كما انتقد الحملة الاعلامية ضد الحركة الاسلامية، واضاف: «الافاعي خرجت من جحورها ومن كل حدب وصوب، وقوات التدخل السريع ومجلس النواب الذي فقد شرعيته قام لكي يتطاول على درة الاردن ورمزها: الحركة الاسلامية». اما النائب السابق عضو المكتب التنفيذي احمد كفاوين، فقال في كلمته: «اوصلوا البلد الى المديونية وهم يسرحون ويمرحون واصبحت السجون والمعتقلات للاحرار الذين يطالبون بأن يبقى الاردن سداً منيعاً ومن ينادي بالاصلاح». وهتف المشاركون: «ولّى عهد الخوف ولى، يا بتصلح يا تتخلى»، و «الشعب يريد اصلاح النظام»، و «الشعب يريد اسقاط البرلمان»، و «يا عون اسمع اسمع، الترقيع ما بينفع». وانتشرت قوات الامن والدرك في محيط المسجد، الا ان الفعالية انتهت بهدوء. وكانت الحركة الاسلامية هددت الاسبوع الماضي بمقاطعة الانتخابات النيابية والبلدية ما لم تقر الحكومة قانون انتخاب يقسم مقاعد مجلس النواب مناصفة بين القوائم على مستوى المحافظات والقوائم على مستوى المملكة. لكن الحكومة ليست في وارد الاستجابة للطلب، واكتفت بتخصيص 15 مقعداً للدائرة الوطنية وفق ما تسرب من مشروع القانون. وشنت صحف مقربة من الحكومة هجمات حادة نهاية الاسبوع الماضي على جماعة «الاخوان»، فيما اصدر مجلس النواب بياناً اتهم فيه «الاخوان» بممارسة الارهاب الفكري. وشهد وسط عمان امس مسيرة انطلقت من ساحة الجامع الحسيني بمشاركة الحراكات الشبابية والشعبية تحت مسمى «الوفاء للوطن»، وقدر عدد المشاركين ب 300 شخص. وركزت الهتافات على المطالبة بإطلاق المعتقلين من حراك الطفيلية الذين وجه اليهم المدعي العام لمحكمة امن الدولة تهماً جنائية تصل عقوبتها الى السجن 15 عاماً. وأطلق مشاركو المسيرة حملة سميت ب «حاكمني مدني» تعبيراً عن رفضهم محاكمة المدنيين امام المحاكم العسكرية ومطالبين بإلغائها. وهتف المشاركون: «لا ولاء ولا انتماء، إلا لرب السماء»، و «الأحرار في السجون، والفاسدون يتسوقون»، و «ديرتنا اردنية قبل الثورة العربية». وسير حزب الجبهة الاردنية الموحدة (يسار الوسط) مسيرة من مسجد الملك عبد الله في منطقة العبدلي في العاصمة تحت مسمى «جمعة استرداد المال العام ودعم القضاء» شارك فيها المئات، وعلى رأسهم وزراء سابقون واعضاء في مجلس النواب. وشهدت هتافات ولافتات تطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد، وحيت الملك عبدالله الثاني: «يا عون ارتاح ارتاح شكلك ما بدك اصلاح»، و «يا نواب يا نايمين مين باع الاردن مين». وألقى الامين العام للحزب امجد المجالي كلمة انتقد فيها الحكومة واسلوب تعاملها مع ملف الاصلاح، ودعاها الى ان «تعتدل او تعتزل». واكد المجالي ان حزبه مع النظام الهاشمي، معدداً اخطاء الحكومة، واولها عدم التجاوب مع الحراك الشعبي وعدم قدرتها على اقرار قانون الانتخاب. وفي الكرك جنوباً، خرجت مسيرة احتجاجية تحت عنوان «فداء الوطن» شارك فيها مئات المواطنين للمطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد ورفض السياسية الرسمية في التعامل مع ناشطي الحراك الشبابي والشعبي الاردني. وفي نهاية المسيرة، أُلقي بيان انتقد الاجهزة الرسمية التي «لم تعد تطيق ان يعبر الشعب الاردني عن موقفه الرافض للسياسات الرسمية والمطالبة بالاصلاح الحقيقي الذي يعيد السلطة للشعب». وفي الطفيلة، ما تزال المسيرات تحظى بمشاركة أكبر من المعتاد منذ اعتقال ناشطي «أحرار الطفيلة»، اذ خرجت في المدينة امس مسيرة حاشدة ركزت على المطالبة بالافراج عن الموقوفين. وهتف المشاركون: «ملينا دور الشحاد، بدنا نحارب الفساد»، و «من هون لحد الموت، عالفاسد ما ظل سكوت»، و «حبسوا الشباب الأحرار، وتركوا الخاين والسمسار»، و «يا عبدالله يابن حسين، كله علينا دين بدين». وشهدت مدينة السلط وقفة احتجاجية دعت إلى إطلاق المعتقلين والموقوفين في أحدث الدوار الرابع وناشطي أحرار الطفيلة. اما في معان، فنظم ائتلاف شباب معان للإصلاح والتغيير وقفة احتجاجية شارك فيها العشرات، وركزت على إطلاق المعتقلين والاستمرار في الإصلاح. ودعا المشاركون الى اطلاق المتهمين بإطالة اللسان، واكدوا ان الاردنيين الاحرار هم فداء للوطن وسيقدمون ارواحهم من اجل الوطن. وهتف المشاركون: «اهتف اهتف لا تتذمر، ما في عنا ولا خط احمر». وشهدت مدينة اربد في الشمال مسيرة نظمتها الحركة الإسلامية والحراك الشعبي انطلاقاً من مسجد جامعة اليرموك بمشاركة المئات.