نظمت الحركة الاسلامية مسيرة امس انطلقت من امام ساحة المسجد الحسيني في عمّان بعد صلاة الجمعة تحت عنوان «جمعة الكرامة» بمشاركة فعاليات شعبية ومواطنين قدر عددهم ب 1500 شخص، يقابلهم على الجانب الآخر عشرات من الشباب في ما يعرف بتيار «الموالاة» نظموا مسيرة مضادة رفعوا فيها صور العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، فيما أقامت قوات الأمن حاجزاً امنياً بين الطرفين منعاً للاحتكاك والاشتباك بينهما. وغابت عن المسيرة أعلام جماعة «الاخوان المسلمين»، في حين رفع المشاركون يافطات تساءلت: «من سينتصر، حكومة الخصاونة أم حكومة المخابرات؟»، داعين إلى إطلاق المعتقلين من حراك الطفيلة وسائر المعتقلين السياسيين. وحيا المشاركون في مسيرة الاسلاميين «ثورة الشعب السوري». ورفعت المسيرة علماً اردنياً كبيراً غطى مساحة عريضة من المسيرة الحاشدة التي هتف المشاركون فيها من أجل الإصلاح ومكافحة الفساد، وألقوا باللائمة والنقد على الحكومة بسبب تباطؤها في الإصلاح واتباع سياسة التسويف وشراء الوقت. واستبدل المنظمون شعار المسيرة من «لا للمهادنة» الى «جمعة الكرامة» نظرا لأن الذكرى الرابعة والاربعين لمعركة الكرامة التي أحرز فيها الجيش الأردني الانتصار على الجيش الاسرائيلي عقب هزيمة عام 1967، حلت قبل يومين. وقال الناطق باسم جماعة «الإخوان» جميل أبو بكر إن «التسمية الجديدة تأتي تأكيداً على ذكرى معركة الكرامة التي هزمت الجيش الصهيوني ومرغت أنفه بالتراب، فضلاً عن التشديد على كرامة الإنسان»، لافتاً إلى أن «غياب الإصلاح يذهب بكرامة المواطن». ومن أبرز الهتافات التي رددتها المسيرة التي اقتصرت على انصار «الاخوان» وقياداتهم هتافات: «الانتخاب للأعيان والنواب»، و«ليش تماطل في الإصلاح». ورفعت خلال المسيرة يافطة بطول 20 متراً دعت إلى توحيد الجهود الطالبية لإطلاق الاتحاد العام لطلاب الأردن. وفي الطفيلة جنوباً، شاركت أعداد كبيرة في مسيرة انطلقت من أمام مسجد الطفيلة الكبير بتنظيم من لجنة أحرار الطفيلة وبمشاركة من حراكات شعبية، من بينها حراك حي الطفايلة والحراك الشبابي الأردني. وتوافد على المدينة الكثير من الفعاليات الشبابية السياسية للتضامن مع خمسة من حراك احرار الطفيلة اعتقلوا منذ اسبوعين بتهمة اطالة اللسان على الملك. وشهدت المسيرة هتافات ساخنة تشير الى العاهل الاردني وتركز على محاسبة الفاسدين والمطالبة بإطلاق معتقلي الطفيلة، منها: «لا مكارم لا هبات، باسم مين هالفوسفات»، و «يا حسين (ولي العهد) قول لابوك، الطفايلة بنصحوك وعالإصلاح بيدلوك»، و «مين سرق المال العام، جاوب جاوب يا نظام». ودعوا الملك عبدالله الثاني إلى أن «يقف مع شعبه، وأن يقدم الفاسدين إلى العدالة». وبدأ الاعتصام أمام المحافظة بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء معركة الكرامة وفلسطين، كما ألقى رئيس هيئة الدفاع عن معتقلي الطفيلة المحامي طاهر نصار كلمة دعا فيها إلى الإفراج الفوري عن معتقلي الطفيلة، وانتقد تصريحات الحكومة بتصنيف المعتقلين، لافتاً إلى أن هذا الإجراء هدفه تمييع القضية وخلط الأوراق. ورفع المشاركون يافطات تقول «اعتقال الأحرار لن يثنينا عن استعادة الفوسفات»، و «اصحى يا ساكن رغدان قربت هبة نيسان»، (اشارة الى التظاهرات التي أُجريت في نيسان عام 1989 احتجاجاً على رفع اسعار المحروقات والتي اعاد بعدها الملك الراحل الحسين بن طلال الحياة البرلمانية وألغى الأحكام العرفية وأقال حكومة زيد الرفاعي التي رفعت اسعار المحروقات وتعاملت بغلظة مع التظاهرات). ووزع الحراك الشبابي والشعبي الأردني (لجنة أحرار الطفيلة) بياناً اكد فيه ان مصلحة الأردن فوق كل اعتبار قائلاً: «حراكنا وطني يصب بالدرجة الأولى في مصلحة الوطن، ونسمعها لجميع الجهات الخفية التي لا تعمل إلا في الليل: لن تجرونا إلى هاوية العنف، فحراكنا لا يدعو الى العنف ولا يشجع عليه بل نحن نقف كالجبل الشامخ في وجه كل من تسول له نفسه بأن ينشر الفتن بين أبناء المجتمع الواحد بأي وسيلة كانت». ودعا الى الافراج فورا عن المعتقلين من حراك الطفيلة، معتبراً اعتقالهم إجراء امنياً لا قضائياً». ووجه رسالة الى الأجهزة الأمنية بتحميلهم مسؤولية «أي اعتداء يقع على أبناء الحراك او احد المؤازرين لهم في أي فعالية». وفي الكرك، انطلقت مسيرتان بعد صلاة الجمعة، الاولى تحت شعار جمعة الكرامة، والثانية دعت اليها حركة «الاردن بيتنا». وطالبت المسيرة الاولى بالإسراع في عملية الاصلاح والسير جدياً في مكافحة الفساد ورفض الاعتقالات السياسية، مؤكدة مؤازرة حراك الطفيلة، فيما عبرت المسيرة الثانية عن ولائها للعائلة الهاشمية قائلة انها القائد الحقيقي للاصلاحات. وفي ذيبان، انطلقت من مسجد ذيبان مسيرة نظمها تجمع حراك ذيبان بمشاركة 300 شخص تحت مسمى «جمعة كرامة الشعب». وهتف المشاركون: «صف بجنبي يا ابن عمي، سرقو أرضك شو مستني»، و «هذا الأردن أردنا، والفاسد يرحل عنا»، و«من ذيبان تحية، للطفيلة الأبية»، و «نرجع ونكرر ونعيد، احنا احرار مش عبيد». كما نفذت لجان الحراك الشعبي في مدن عدة وقفات احتجاجية ركزت على محاسبة الفاسدين وطالبت بإطلاق موقوفي أحرار الطفيلة. ففي معان والشوبك والسلط، نفذت لجان الحراك وقفات احتجاجية تطالب بالافراج عن معتقلي الطفيلة وترفع شعارات قاسية تتهم اجهزة المخابرات بالتحريض على الفتن بحق دعاة الاصلاح وتشويه صورتهم. واعتبر ائتلاف شباب الاصلاح والتغيير في معان التي بدأت فيها شرارة الاحتجاجات عام 1989 ان الحراك استطاع توعية وتعريف الشعب بحقوقه المسلوبة واستعادة كرامته التي عملت «الانظمة الفاسدة على تشويهها وانه لولا هذا الحراك لكان هناك استعلاء على كرامة المواطن». وقال القيادي في الحركة الاسلامية والناشط الاصلاحي ابراهيم الحميدي ان الحراك جلب الخير الكثير للمواطن وأوقف الكثير من الايدي العابثة وأن الحراك مستمر في خطوات تصعيدية. وانتهت وقفة معان بالدعاء للشعب السوري للخلاص من رئيسه وأعوانه.